صيغة الشمري
جميعنا تابعنا مقطع الفيديو المسرب الذي تم عن طريق أحد أولياء الأمور في إحدى مدارس المنطقة الشمالية، حيث قام ولي أمر الطالب بوضع قلم كاميرا في جيبه ودخل مدرسة ابنه ليصطاد من المدرسين كل من يغيب عنه الرقيب الذاتي أو الرقيب الرباني، وهذا ما دعاني في مقالات سابقة كثيرة بالمطالبة بوضع كاميرات أمنية في المدارس والمستشفيات والجامعات
.. وكل مكان عام.. ولن يتم إحياء الرقيب الذاتي دون استخدام هذه الطريقة مع احترامي لمجتمعنا فرداً فرداً. غياب الرقيب الذاتي وغياب الكاميرات الأمنية هي التي أجبرت المواطنين على استخدام كاميراتهم الخاصة من خلال أجهزتهم الهاتفية أو استخدام كاميرات خفية أخرى مثل كاميرا القلم التي استخدمها المواطن ليصطاد مدرساً تناسى من شدة الغضب رقيبه الداخلي ومسؤوليته كمواطن ليساهم بجهله بإطلاق عبارات ضربت لحمتنا الوطنية في مكان مؤلم جدا لايرتضيه كل عاقل، وكانت شجاعة من المدرس أن ذهب للمواطن معتذراً ومقراً بكل شجاعة بفداحة فعله، وهو موقف شجاع يحسب لطرفي القضية، لمن اعتذر ومن قبل عذره، ومافعله هذا المدرس وما يحمله من فكر، هو وغيره من بعض المدرسين يساهم في تدريس المناهج الخفية التي تنحرف بالمناهج الحقيقية عن مسارها، وهو ماكان يجب على المسؤولين عن المناهج الانتباه له ومحاولة القضاء عليه، كنا ننتظر من رجالات التعليم فتح ورش عمل بحثية من كبار المتخصيين في علم المناهج وطرق التدريس للرد على الاتهام الأمريكي لمناهجنا بأنها تساهم في تكريس الإرهاب بعبارة واحدة وهي: دليل براءة مناهجنا من تهمة الإرهاب أنها معلنة وليست خفية، ولكن هناك عدة عوامل تحرفها عن مسارها وتجعلها تساهم في الإرهاب منها المدرس، ومنها إهمال دقة اختيار مديري المدارس الذين هم صمام الأمان في حماية المناهج من أن تنحرف عن مسارها، مؤكداً أن بيئة المدرسة تفوق بيئة المنزل في تغذية عقل الطفل بالأفكار سواء كانت نيرة أو هدامة، علينا أن نراقب ما يفعله المدرسون في عقول أبنائنا، المدارس أصبحت تقترب لتكون معسكرات مغلقة فإما يتم فيها تجييش العقول ضد الوطن وأهله وإما يتم فيها غرس المواطنة وحب الحياة والناس، حتى هذه اللحظة لا توجد رقابة حقيقية على المدارس لقفل الباب أمام من يستغلها لتفريخ الإرهابيين، لابد من متابعة السجل الدراسي لكل إرهابي ومحاصرة المدارس والمدرسين الذين حرفوا المناهج عن مسارها واعتسفوا ولووا أعناق نصوص الدين لتجييش المراهقين ضد أهلهم ووطنهم وقادتهم.