سعد الدوسري
على الرغم من أنني لا أحكم في الغالب على ظواهر الأشياء، خاصة ما نطالعه في مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد يكون معظمها تمثيلاً، بهدف حصد أكبر نسبة من المشاهدة، إلا إنني توقفت أمام مقطع الفيديو لصاحب الساطور الذي كان يوجه ضربات ساطوره إلى داخل سيارة أخرى.
وقوفي أمام هذا المقطع، يؤكد ما أحاول دوماً أن أشرحه لكل من أتحدث معه بخصوص الانضباط في قيادة السيارة. فكرتي في هذا السياق، تنبع من أن قائد أية سيارة، يجب أن يفترض أن مَنْ يشاركه في الطريق ليس على قدر كامل من الالتزام بالأنظمة، لأي سبب من الأسباب.
ربما هو مريض، أو يحمل معه شخصاً مريضاً.
ربما هو غير مستقر نفسياً، أو متعاطٍ لمادة مخدرة.
ربما كبير في السن أو وافد ذو خلفية إجرامية.
ومن هنا، فإن الانتباه للآخر وعدم الثقة به، هو المانع الرئيس، بعد الله، للحادث المحتمل، والذي قد يكون قاتلاً لفرد أو لمجموعة أفراد.
لماذا أشرت لصاحب الساطور؟! لأنه قد يكون مختبئاً داخل أي سائق يحاول أن يستفزك من خلال تجاوزه لك عنوة في الزحام، أو مضايقته لك بأنواره من الخلف، أو بإزعاجك بمنبهه عند الإشارة.
وأنت، بكل حسن نية، تريد أن تلقنه درساً في الالتزام بالأنظمة، دون أن تعرف ماذا يخبئ لك القدر من ضربات، منقولة حياً على الهواء!!