إبراهيم بن سعد الماجد
عاصفة الحزم عندما هبت هبوبها ذات فجر على أعداء الدين والوطن جنّ جنون من كانوا يسعون إلى تحويل اليمن إلى عاصمة عربية أخرى لهم, فسعوا إلى إفشالها بكافة السبل, ولكنها بفضل الله استمرت حتى وصلت إلى عاصفة الأمل, ثم ها هي تمنح الأشقاء في اليمن بداية استعادة أرضهم وعرضهم الذي حاول المجوس نهبه في وضح النهار.
عاصفة أرادها سلمان بن عبدالعزيز أن تكون عاصفة كرامة أمته جمعاً لا وطنه فحسب, فكان له ما أراد فرفع العرب والمسلمون رؤوسهم بعد عقود من الخنوع, فلله الحمد وله المزيد من الشكر والثناء.
أقول هذا بعد جريمة مسجد قوات الطوارئ بعسير, تلك الجريمة التي جاءت هذه المرة لتقتل الركَّع السجود كما فعلوا قبلها في المنطقة الشرقية والكويت, ينفذون أجندة كبرى لأعداء وطننا وأمتنا باسم ديننا بكل أسف , وهم المارقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية كما أخبر بحالهم النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
مسجد يدمَّر ومصحف يمزَّق ومسلم يقتل ساجداً راكعاً لله وحده غير مشرك به شيئاً, وفوق ذلك كله يقتل نفسه من أجل ماذا؟! هذا هو السؤال وهذه هي المصيبة المركبة!!!
يدّعون الجهاد, والجهاد فيهم, فقد شقوا عصا الطاعة وفارقوا الجماعة, ومزّقوا وحدة أوطانهم وأمتهم, وعاثوا في الأرض فساداً, فأحرقوا الحرث والنسل وحقت عليهم اللعنة.
يقول الحق سبحانه وتعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ. إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
أعداء هذا الوطن لم نعد نجهلهم, نعرفهم من لحن القول, قلوبهم علينا سوداء ونواياهم تجاهنا نكراء, في لقاء لي مع بعض من أوقفوا في سجن الحائر سمعت منهم قولاً لا يحتمل تفسيراً إلا أنهم أعداء لنا، بل أعداء شرسون لا أمل في إصلاحهم, فليس لمثلهم علاج إلا (السيف الملح).
في حادثة عسير وقبلها الدمام والكويت كان المجرم هو المجرم والمحرّض هو المحرض والداعم هو الداعم والهدف هو الهدف, لذا فقضيتهم معنا واضحة وهدفهم من قتلنا صريح, لهذا فإنني أعتقد أن حكم شرع الله فيهم واضح كذلك, وهو كما ورد في الآية السابقة (أَن يُقَتَّلُواْ .... الآية).
إن بلادنا بلاد الشريعة السمحة, بلاد تطبّق حدود الله دون مواربة ولا مجاملة, وما استقام أمر هذه البلاد منذ توحيدها على يدي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله- إلا بتطبيقه الشريعة الإسلامية تعاملاً وحدوداً في كل مناحي الحياة, وما رفعت فتنة رأسها في هذا البلاد إلا وكان السيف لها قاصماً, ولذا عشنا بفضل الله في أمن وإيمان لا مثيل لهما.
واليوم.. ونحن نعيش في عصر ملك الحزم سلمان الشريعة كتاباً وسنة, فإن ميادين مدننا تتطلع إلا أن تتزيّن بتنفيذ حدود الله في هؤلاء المجرمون الذين ثبت بحقهم الجرم فوجب في حقهم القتل والصلب.
رسالتنا لكل الخونة ولكل المتربصين بوطننا إننا والله ما تزيدنا جرائمكم إلا تراصَّ ووحدة وعزماً على اجتثاثكم من أصولكم مهما كلّفنا الأمر, فالحمد لله من يُقتل منا شهيد ومن يُقتل منكم إلى جهنم وساء مصيرا. والله المستعان.