صيغة الشمري
قد يكون هذا العنوان قد طرق أسماعكم كثيرًا، ويتم تداوله في جميع المجالس الخليجية على اختلاف مستوياتها ومشاربها، لا أبالغ إن قلت إنه حلم من أهم أحلام الشعب الخليجي، فهذا الحلم سبق توحد الدول الأوروبية بعشرات السنين، وأكثر ما جعله يعود لواجهة الرأي العام هو الأخطار المحدقة بالمنطقة من زمن بعيد، أهمها مجاورة دولة طائشة وشريرة مثل إيران،
فعداؤها للدول العربية ودول الخليج بالذات هو عداء تاريخي إيدلوجي لا يمكن الاطمئنان إليه أو تجاهله، فإيران منذ نصف قرن وهي تزعزع وتحاول ضرب استقرار دول الخليج دون استثناء، وهذا معروف ومدون في السجل الأمني لكل دولة خليجية، مهما ابتسمت وجوه قادة الدول الخليجية عندما مرور اسم إيران إلا أنها تعرف أن هناك عدوًا شديد العداوة لا يمكن أن يصبح صديقًا مهما وقعت معه اتفاقيات ومهما جمعتك معه مصالح هو العدو الإيراني، يعرف الساسة الخليجيون أن عداء إيران لن تنهيه أمم متحدة ولا دولة عظمى، لأن عداءه لدول الخليج ينطلق من حقد إيدلوجي يرى فيه الفرس أحقيتهم بالإسلام دون العرب، الحقد الإيراني الذي يزيد ضراوة واشتعالاً هشاشة التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وتلاشي الكثير من المصالح الخليجية الأمريكية، هذا الحقد لا يمكن قطع دابره إلا باتحاد دول الخليج وجعل قيادتها قيادة موحدة توحد الهدف والمصير وتقود المصالح الخليجية كدولة واحدة وليست عدة دول متفرقة تبحث عن النجاة وحدها من الخطر الإيراني الأمريكي، لا يهمني إن كتب أحد قبلي تحت هذا العنوان أو المعنى، فأنا لست في سبق صحفي أو ثقافي أمام مصلحة مجتمع خليجي يملك كل أسباب الوحدة ولا يحتاج الكثير من التعديلات ولا تعوق طريقه إلا معوقات قليلة أكثر تصنعها الدول المتضررة من هذه الوحدة الخليجية الفتاكة، أن هذه الوحدة هي مطلب ملح للشعوب الخليجية لضمان نجاتها من الفوضى وانعدام الأمان والفقر والانهيار الاجتماعي الكامل الذي اجتاح الكثير من الدول المجاورة، لا يجب الاستماع لما تقوله أمريكا أو غيرها من الدول التي تخاف من اتحاد دول الخليج وقوتها الاقتصادية الهائلة ومضاعفة أسباب وتقوية استقرارها ورخاء شعوبها، إن إيران منذ خمسين عامًا وهي تضرب وتزعزع الأمن في الخليج وتصرف المليارات على نشر الإرهاب لإضعاف دول الخليج العربي، يكفي دول الخليج عبرة ودرسًا أن إيران تريد طمس هوية الخليج العربي واستبداله بالخليج الفارسي وليس بعد ذلك عداوة لن تنطفئ مهما كذبنا على أنفسنا، إيران معادية للعرب وللخليجيين خصوصًا وتملك مهارات وخبرة في الشر والتخريب لا تملكها دول الخليج المستقرة، علينا أن نستغل سخط الكونجرس الأمريكي وانشغال إيران باستعادة أنفاسها والبحث عن حل جذري يقطع الشر الإيراني من دابره، هناك سنة زمنية واحدة أو سنتين من الوقت لقطع يد الشر الإيرانية وكسرها ورميها بعيدًان حدود الأراضي الخليجية، بعد فوات زمن السنتين قد لا تكون هذه الحلول متاحة، إن أمريكا بضراوة مكرها وساستها ومراكز أبحاثها لن تستطيع مواجهة دول الخليج مجتمعة، النجاة دائمًا لا تكون متاحة بعد فوات الأوان، وعلينا مراجعة درس إسقاط بعض دول الجوار!