د.ثريا العريض
بين إجازتين تحملان غالبا سفراً خارج الوطن لأسباب ودواع مختلفة بين الأفراد, يكاد المواطن لا يستطيع استطلاع الأمور بالتمعن المطلوب، نشرات الأخبار ظلت طوال الصيف تبعث على الرغبة في الانتظار عن بعد حتى تنقشع غيوم الضبابية وهموم الاقتصاد.
الحج على الأبواب ابتدأ موسمه بتوافد الآلاف وسيتصاعد إلى الملايين.. علينا التحكم في مسارها وحسن استضافتها ووفادتها وحمايتها من كل شر بشري مقصود أو حدث طبيعي عارض.
ضمن الاستعدادات المعتادة, التي تشكر عليها وزارة الحج والدفاع المدني والأمن والمرور, أسعدني أن حوالي 1000 مرشدة مدربة سيشاركن في مساعدة الحجاج للمرة الثانية بعد موسم العام الفائت. وفقهن الله وسدد خطى المشرفين والمشرفات. اللهم احمنا مما تحمله قلوب البشر وما تخفيه الأيام.
وتشكر أيضا وزارة الصحة واستنفارها في المتابعة والعلاج والوقاية.
من كان يفكر في كورونا قبل أعوام؟
لن أقول إنني أشعر بالقلق: الأخبار أيضا تحمل تحليلات مهنية متخصصة تشي بأن الأوضاع السلبية تأتي نتيجة تداخلات عالمية, بقدر ما هي أزمات سياسات وقرارات محلية.. وأن الأمور تتحسن. وكل نجاح يحتاج الى تخطيط مسبق ومدروس ليقدم ما يحتاج إلى التنفيذ.
أقلب الأمور على شتى الوجوه والاحتمالات, وأنا أفكر في ما كنت أقرأه في تويتر قبل لحظات. لا أشك أنني أتشبث برغبة الشعور بالتفاؤل. أنا «المتفائلة المناضلة « أبدا كما يقول ابني متأملا تغريداتي! هو الآن انضم إلى الطاقم المناط به التخطيط لمستقبل الوطن. أتمنى له النجاح وأجزم أنه سينضم لفئة «المتفائلين المناضلين» لإعادة التوازن لمنجزات ومشاريع مؤسسات الوطن.
الذي يعمل في التخطيط لا يستطيع أن يستسلم للتشاؤم ونداءات التحذير من ويلات قادمة.. مهمته ووجهته دائما التفكير في حلول ومخرج من الأزمات؛ يراها جميعا تحديات قابلة للحل. لا ينشغل في تحليلاته بالتجريم والبحث عن المتسبب ليعاقبه، بل يبحث عن الأسباب ليجد المفتاح إلى باب آخر غير ذاك الذي يجده مقفلا, ويبقى التجريم والعقاب للجهات المسؤولة المختصة. قنوات التواصل الاجتماعي لا تساعد على التفاؤل أو الإيجابية. ومع أنني أدقق كثيراً في من أسمح لهم بالتواصل والمتابعة إلا أنني أجدها أحيانا تسرب بعض الحوار المسمم بالكثير من الجهل خاصة في غبار التعكر. ووراء الأسماء الساترة للهوية يتعالى الكثير من الصخب الحاقد.
لست وحدي المتفائلة؛ نعلم الآن بوضوح أي عواصف غبار تحيط بأجوائنا وأي ضباب يعمي الرؤية وأي حقد يسمم الأجواء.
وفي الغبار والضباب تتراجع قدرة الرؤية.. ولكن المتفائل يرى بالبصيرة! ولا يفقد الأمل في القضاء على مصادر الخطر.