خالد بن حمد المالك
رافق خادم الحرمين الشريفين في زيارته لأمريكا وفد إعلامي كبير، كان في عدده ونوعيته مختلفاً عن الوفود الإعلامية السابقة، ما يعني أن اهتماماً بالرأي والحضور الإعلامي الفاعل كان ضمن التخطيط لهذه الزيارة الملكية التاريخية، وربما كان الانطباع الحسن عن هذه المبادرة مشجعاً لتكرارها والتوسع فيها في الزيارات الملكية القادمة، ما أحسبه متزامناً مع توجه وسياسة وزارة الثقافة والإعلام في عهد وزيرها الجديد الإعلامي النشط الدكتور عادل الطريفي.
* * *
ولم يكن الهدف من هذا التواجد الإعلامي المكثّف - على ما يبدو - تغطية الزيارة فقط، ونقل ما كان يجري من مباحثات، ومتابعة لبرنامج عمل خادم الحرمين الشريفين في هذه الزيارة التاريخية، بقدر ما كان اهتماماً من القيادة بالتعرّف على آراء المثقفين والإعلاميين بكل الشفافية والصراحة والوضوح حول ما كان يقوم به الملك سلمان من نشاط وحركة لا تهدأ خلال الزيارة، ضمن برنامج مضغوط ومكثّف لخادم الحرمين الشريفين لضيق وقت الزيارة الملكية، بل وأن يعبر هؤلاء بكامل الحرية عن مواقفهم من المشاهد التي رأوها، والنتائج التي تعرّفوا عليها، ضمن قراءة موضوعية وصادقة لما تم فعلاً في زيارة سلمان للولايات المتحدة الأمريكية.
* * *
كان اللافت في وفد وزارة الثقافة والإعلام أن الوزير الطريفي صمّم بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين برنامجاً خاصاً للوفد الإعلامي والثقافي الكبير لتمكينهم من التعرّف على الوجه الآخر لأمريكا الذي لا يراه السائح في الزيارات الخاصة، وذلك لتعميق المعرفة في عقول الإعلاميين والمثقفين السعوديين، بما أضاف لهؤلاء فرصة أو فرصاً ما كان لهم أن يحصلو ولو على بعضها، لولا هذه المبادرة التي تبنتها وزارة الثقافة والإعلام، وربما تتكرر مستقبلاً مع دول أخرى، ومع كل زيارة ملكية قادمة، بعد أن تبيّن للوزير أنها مفيدة وذات جدوى عالية، ليس في التعرّف على المؤسسات الأمريكية العملاقة والمهمة فقط، وإنما لإسماع المسؤولين فيها الصوت السعودي الحر الذي يعبّر بصدق وأمانة عن حقيقة الوضع في وطنه، مصححاً ما قد يكون من خطأ أو لبس في سوء الفهم والتصوّر لدى الآخرين.
* * *
ضم وفد وزارة الثقافة والإعلام أعضاء في مجلس الشورى، ورؤساء التحرير، وأكاديميين، ومثقفين، وإعلاميين آخرين، وكانوا من الجنسين، وتضمن البرنامج الذي أعد لهم بعناية، زيارة عدد من المؤسسات، شملت الكونغرس عبر برنامج كبار الشخصيات، ومكتبة الكونغرس، ومتحف الإعلام الذي يعد المتحف الأول المختص بالإعلام والصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمعهد العربي الأمريكي، وصحيفة الواشنطون بوست، وهي إحدى أهم ثلاث صحف أمريكية، وهيئة صوت أمريكا، ومعهد الشرق الأوسط، والراديو الوطني العام، ووزارة الخارجية، وفي كل موقع من هذه المواقع كانت المحاور والأسئلة والإجابات وتبادل الآراء هي السمة في تناول القضايا التي تهم البلدين والعالم.
يتبع