خالد بن حمد المالك
أمضينا يومين نتابع من واشنطن زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة الأمريكية في جوانبها الرسمية وغير الرسمية، نرصد نتائجها على مستوى العلاقات الثنائية، ونحاول أن نتعرف على ما كان مثار اهتمامٍ من الملك والرئيس في القضايا الدولية، وتحديداً ما يمس منطقتنا التي تتقاذفها المؤامرات، ولا تخلو بقعة فيها من حريق هنا وقتل هناك، وإرهاب في كل مكان.
***
كانت الغيوم والشكوك وتمنيات البعض تتحدث عن فشل مسبق للزيارة، وأنها بنظر الطرف المعادي لن تكون لها من نتائج إيجابية إلا على ما يكتب في الورق دون أن يكون له حظ من التنفيذ، وكان الرهان من هؤلاء على أن الولايات المتحدة باسترضائها لإيران للوصول إلى ما تم الاتفاق عليه معها نووياً، قد أثر على العلاقات السعودية - الأمريكية سلباً، وأفسد المسيرة المضيئة من التاريخ بين البلدين.
***
كان حلم أعداء المملكة، وخصوم مواقفها، والمتضررون من نجاحاتها، أن يغادر سلمان بن عبد العزيز العاصمة الأمريكية دون أن يصل إلى تفاهم مع الرئيس أوباما للاتفاق على الملفات الكثيرة والمهمة التي حملها من قصر اليمامة إلى البيت الأبيض للوصول إلى حلول مرضية لها، وما من حديث لهؤلاء إلا التأكيد على أن زيارة كهذه لن يكون لها مفعول مؤثر وبإيجاب على مستقبل التطورات المتسارعة في المنطقة، وأهمها تحجيم الإرهاب، وتثبيت الأمن والاستقرار في دول المنطقة.
***
وفي ظل هذه التخمينات، أو لنقل هذه التخرصات، وما شابهها من قراءات مغلوطة وغير صحيحة عن المباحثات بين الملك والرئيس، كانت ثقة المملكة بنجاحها وحصولها على ما سعت إليه أقوى من كل ما كان يقال، وكان تصميم الملك سلمان شخصياً بوضع الأمور في نصابها الصحيح على طاولة المباحثات مع الرئيس أوباما بمثابة المفتاح الذي حمله من الرياض إلى واشنطن بحكمته وسداد رأيه للوصول إلى قواسم مشتركة مع نظيره الرئيس الأمريكي.
***
كانت الزيارة ناجحة بحق، بعمومها وتفاصيلها وقضاياها المطروحة، وكانت أهميتها تنبع من تعدد موضوعاتها، وشمولية تخصصاتها، وقربها من ملامسة كل ما يهم المملكة وأمريكا والعالم أجمع، بما لا يمكن لأي زيارة ومن أي دولة أن تحقق أكثر مما حققته هذه الزيارة من نتائج، وكل هذا لأن مكانة المملكة وملكها، بتاريخها وتميزها وصدقها وتكاملها مع الدولة المضيفة، قد مهدت الطريق لتحقيق ما تم التوصل إليه في أقصر فترة، ومع أنجح مباحثات.
يتبع