إبراهيم السماعيل
عند مراجعتنا لسقوط الإمبراطوريات عبر التاريخ سنكتشف أمراً جديراً بالملاحظة إن لم يكن التعجب!!
فلقد سقطت الإمبراطوريتان الألمانية واليابانية في الحرب العالمية الثانية على أيدي الحلفاء وعلى رأسهم أمريكا وروسيا، وقبلهما سقطت الإمبراطورية الألمانية النمساوية والإمبراطورية العثمانية على أيدي الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وأيضاً قبل ذلك حصدت الحروب الأوروبية الأوروبية ملايين الضحايا في أوروبا، وقبل هؤلاء حصدت الحروب الصليبية ملايين القتلى في المشرق العربي، وأيضاً قبل الصليبيين قوض المغول إمبراطورية العرب المسلمين في بغداد بعد تآمر شيعي في ظاهرة فارسي في باطنه وأساسه وارتكبوا أبشع الجرائم في التاريخ الإنساني، وأيضاً قبل كل ذلك دمرت القبائل الجرمانية المتخلفة والقادمة من شمال أوروبا الحضارة والإمبراطورية الرومانية، والأمثلة في هذا السياق أكثر من أن تحصى لكن هناك عاملاً مشتركاً بين كل هؤلاء يستحق الاهتمام ألا وهو أن جميع هذه الأمم والحضارات والإمبراطوريات التي تعرضت للهزيمة والدمار على أيدي أمم وشعوب أخرى ربما تكون أقل تحضراً منها إن لم تكن بربرية لكننا لم نسمع عن رغبة بدافع الثأر والانتقام أو الحقد استمرت لقرون لدى تلك الأمم المهزومة، فها هي أمم أوروبا تقاتلت لقرون عدة لكنها في نهاية الأمر اتحدت بطريقة أو بأخرى، وكذلك هو الحال بعد الحربين العالميتين لم نلحظ رغبةً وحقداً ألمانياً أوعثمانياً على المنتصرين استمر لعقود وليس لقرون، والأمر نفسه حدث بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية على أيدي برابرة الشمال كما أسماهم الرومان آن ذاك.
والأمر نفسه أيضاً حدث مع العرب المسلمين والمغول بعد سقوط بغداد وبعد الجرائم المروعة التي ارتكبها المغول وحلفاؤهم.
في كل ما تقدم من الأمثلة وغيرها كثير لم نسمع أو نقرأ عن حقدٍ أو رغبة انتقام لدى الأمم المهزومة كما أسلفنا دام لقرون عدة.
لكن عند إمعان النظر في الحالة الفارسية العربية نجدها متفردة في التاريخ الإنساني، وحيث إن العرب لم يحملوا الإسلام إلى فارس فقط بل حملوه لأصقاع كثيرة في الأرض وخاضوا حروباً كثيرة مع كثيرٍ من الأمم إلا إنني لم ألحظ حالة الحقد والازدراء الشديدتين ورغبة في الانتقام مستمرة منذ 14 قرناً وإلى الآن إلا عند الفرس، فما بال حالة العدا ء والحقد الفارسي ضد العرب فريدة في التاريخ الإنساني كله!!؟؟
أترك الإجابة عن هذا السؤال لأصحاب الاختصاص.