إبراهيم السماعيل
في البدء لا بد لي من إدانة وشجب واستنكار تلك الجريمة الوحشية البربرية، والتي حدثت الجمعة الماضية في بلدة القديح في محافظة القطيف شرق السعودية، بأشد عبارات الإدانة التي يحويها قاموس اللغة العربية، والتي لا تمت للإسلام بأي صلة، ولا بد من تقديم خالص العزاء لذوي الشهداء الذين هم إخوة لنا في هذا الوطن الغالي يؤلمنا ما يؤلمهم رغم كيد الحاقدين، فكلنا في هذا الوطن الغالي ضحايا لهذا الإرهاب الوحشي، لكننا بإذن الله وعونه واثقون في قدراتنا كشعب وقيادة على هزيمة هذا الإرهاب ومن يقف وراءه ويغذيه ويدعمه، كما فعلنا ذلك منذ تفشي هذا السرطان اللعين المتوحش قبل سنين عديدة.
لكن في الوقت نفسه لا بد من إدانة وشجب واستنكار الدور الفارسي الخفي الذي استدرج وسهل وغذى ومازال يغذي ويدعم مثل هذه الجرائم الوحشية، وذلك عن طريق إشعال الفتن والحرائق الطائفية في كل مكان يستطيع الفرس الوصول إليه منذ أكثر من ثلاثة عقود.
بكل تأكيد لقد بدأ الفرس وأذنابهم من العملاء في المنطقة باستثمار وتوظيف هذه الحادثة الوحشية أبشع استثمار (يقول علم الجريمة ابحث عن المستفيد دائماً حتى ولو كانت الاستفادة بطرق ملتوية وغير مباشرة)، كما استثمروا الكثير قبلها من الأحداث الإرهابية الفتنوية الطائفية، وما تفجير المرقدين العسكريين في سامراء العراق ببعيد عنا حيث كشفت التحقيقات ضلوع الفرس المباشر في ذلك الحادث الإجرامي الإرهابي، رغم أنه تم على أيدي متطرفين سنّة يتحكم بهم ويدعمهم الفرس بطرق غير مباشرة والذي كان الغرض منه -أي التفجير - إشعال الفتن والحرائق الطائفية في العراق بين السنّة والشيعة، وها نحن نرى نتائجه الآن في العراق بانتشار الإرهاب الشيعي والذي قابله إرهاب سني ليس الفرس ببعيدين عن رعايته وتسهيل مهماته وإمداده، كلما دعت الحاجة بالفتن التي تبقيه مشتعلاً باستمرار، كل هذا لإبراز الدور الإرهابي السني وتوظيفه للتعمية والتغطية على الإرهاب الفارسي والذي يفوق بمراحل إرهاب هؤلاء المتطرفين، وكذلك لاتخاذه ذريعة للمزيد من القتل والإبادة تحت هذا الشعار المضلل «محاربة الإرهاب» بحق أهل السنّة في سوريا والعراق واليمن، وليس دور الإرهاب السني في هذه الكوارث إلا مكمل ومبرر للإرهاب الفارسي.
لم ولن يفهم الفرس وأذنابهم في المنطقة لغة الحوار والمؤتمرات ولم يعيروها اهتماماً قط ولم يشاركوا فيها إلا لكسب المزيد من الوقت وممارسة المزيد من التدليس والتضليل والكذب الذي لا يجيدون سواه، وقد ساعدهم العالم أجمع في هذا للأسف، وما مؤتمرات جنيف بخصوص القضية السورية ببعيدة عنا، فكل هذه المؤتمرات كانت فقط لإعطاء الجلاد مزيداً من الوقت على حساب الضحية، وآخرها وأكثرها سخرية ومدعاة للضحك ذلك المقترح الأممي لعقد مؤتمر في جنيف بخصوص القضية اليمنية والذي الهدف منه فقط تمييع وتشتيت الجهد العربي وإعطاء الفرس وأذنابهم في اليمن المزيد من الوقت للمراوغة وتجميع قواهم بالرغم من وجود قرارات من مجلس الأمن تحت الفصل السابع والذي لم ينفذ منه أذناب الفرس في اليمن أي شيء، هذا هو دأب المجتمع الدولي منذ أطلق يد الفرس في العالم العربي لتعيث فيه فساداً وإفساداً وفتنة وطائفية تصب في نهاية الأمر في مصالحها وأحلامها التوسعية الإمبراطورية.
رحم الله شهداءنا في القديح وقبلها في الدالوة وفي كل مكان من وطننا العربي جعله الفرس مسرحاً للعبث والإفساد في أوطاننا وشعوبنا.
ومن التاريخ يجب أن نتعلم أنّ هذه الجزيرة العربية المباركة في كل تاريخها مع الفرس كانت وما زالت الصخرة الكأداء التي تتحطم فوقها أحلام وأطماع الفرس الحاقدة منذ معركة ذي قار وإلى اليوم.