إبراهيم السماعيل
إن ما دفعني للكتابة اليوم هو ما ورد في وسائل الإعلام المختلفة عن إحراق مواطن عراقي حيًا على أيدي عصابات ما تسمى بالحشد الشعبي العراقي وما هي في الواقع سوى حشد فارسي طائفي إرهابي لا يقل إرهابًا عن داعش بل يفوقها إرهابًا وإجرامًا وحقدًا، وقس عليها كل العصابات الطائفية الفارسية في سوريا ولبنان واليمن التي هي أكثر إجرامًا وتكفيرًا وفتكًا وحقدًا على المواطنين خصوصًا على الذين ليسوا من طائفتهم فقد وصموا شعوبًا بأكملها بأنهم دواعش وتكفيريون وإرهابيون هكذا فقط لتبرير إبادتهم لهذه الشعوب التي تختلف معهم في العقيدة.
لا شك أن الإرهاب الداعشي وقبله الإرهاب القاعدي مرفوض ومدان وترفضه الفطرة السليمة فضلاً عن رفض ديننا الإسلامي السمح له الذي يُجرمه بأقسى العبارات كقوله تعالى {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} لذا يجب استئصال هذا الإرهاب والقضاء عليه قضاءً مبرمًا بكل الوسائل العسكرية وغير العسكرية وهي الأهم، لكن هذا الإرهاب البغيض يبقى في نهاية الأمر عشوائيًا وبدون قيادة ومرجعية وأهداف واضحة تُحدد له من دولة وحكومة تتبناه وتموله وتسلحة وتدربه والأخطر تعبئه أيدولوجيًا وعقديًا ضد الطرف الآخر كما هو حال الإرهاب الفارسي ثم يقوم الفرس بتوظيف كلٍ من الإرهابين الداعشي والفارسي الطائفي لخدمة أهدافهم التوسعية الفتنوية في المنطقة حتى أصبح هذا الإرهاب الداعشي يخدم بل ويبرر الإرهاب الفارسي بعلم أو من دون علم الدواعش فهذا لا يهم فالمهم هو النتائج فقط.
لا بد إذًا من الحديث عن هذا الإرهاب الفارسي في منطقتنا المباشر أو غير المباشر عن طريق عملائه من العصابات الطائفية في العراق وسوريا واليمن ولبنان الذي يتم برعاية كاملة وإشراف ودعم علني من هذه الدول في الحالة السورية والعراقية أو باختطاف الدولة وتسخيرها لخدمة هذا الإرهاب الفارسي في الحالة اليمنية واللبنانية، وكل هذه العصابات في نهاية الأمر تنضوي تحت قيادة وتوجيه ودعم وتسليح وتدريب ومرجعية واحدة لها الكلمة الفصل في توجيه والتحكم بكل هذه العصابات الطائفية الإرهابية إلا وهي الحكومة الفارسية.
إن الإرهاب الفارسي يفوق في بشاعته وحقده ووحشيته الإرهاب الداعشي وقبله القاعدي بمراحل فلماذا يصر العالم على التركيز فقط على الإرهاب الداعشي الآن ويتعامى عن الإرهاب الفارسي الذي سبق الإرهاب الداعشي في الظهور بل وأسهم مساهمة فعاله وحاسمة في ظهور الإرهاب الداعشي بطرق مباشرة وغير مباشرة أيضًا.
إن حرق المواطن العراقي حيًا على أيدي عصابات الحشد الفارسي الإرهابي مشابه لحرق الطيار الأردني على أيدي عصابات داعش الإرهابية، فلماذا لم نرَ هذه التغطية الإعلامية والإدانة العالمية الواسعة لحرق المواطن العراقي حيًا كما رأيناها في حالة الطيار الأردنى وكلاهما عملٌ إرهابي خسيس؟ وقس على هذا الكثير من حالات الإرهاب الفارسي الطائفي الذي يتعامى عنه المجتمع الدولي.
وماذا يعني هذا الإهمال المتعمد للإرهاب الفارسي بكل أشكاله وفي المقابل إبراز والتركيز على جرائم داعش الإرهابية بهذا الشكل الصارخ والصادم (وهي كذلك فعلاً) لا بل قد أقول وتقديم كل التسهيلات لهذا الإرهاب الداعشي خصوصًا من طرف الإرهاب الفارسي الحكومي العراقي والسوري برعاية وتوجيهه وقيادة فارسية ليواصل هذا الإرهاب الفارسي انتصاراته المزعومة على الدواعش التي هي في حقيقة الأمر عملية إبادة وتطهير طائفي وإرهاب ممنهج ضد هذه الشعوب المغلوبة على أمرها التي تعاني الأمرين من الإرهاب الداعشي والإرهاب الفارسي الأشد وطأة وحقدًا في وقت واحد.
وكذلك فإن الدول العربية التي لا تجري في الفلك الفارسي تحارب الإرهابين معًا ولا تفرق بين مواطنيها على أساس طائفي أو عرقي كما يفعل الفرس في داخل إيران ناهيك عن ممارساتهم الطائفية الفتنوية خارج إيران.
فإذا علمت أن أحياءً بأكملها تمسح من على وجه الأرض في سوريا بكل سكانها هكذا بكل بساطة وأمام عدسات الإعلام العالمي على أيدي هذه العصابات الفارسية الإرهابية وإذا كان المُهجَّر من الأنبار لا يستطيع دخول عاصمة بلاده إلا بكفيل وإذا كان المواطن العراقي السني لا يستطيع تملك منزل في بغداد بل ويُحظر عليه شراء عقار فيها بعد تهجير أهلها السنة وهذا طبعًا بعد ممارسة كل أنواع الإرهاب والقتل والإبادة لتغيير الوضع الديمغرافي في بغداد وغيرها من المحافظات العراقية السنية وكذلك هو الحال في المدن السنية السورية مثل حمص التي ملأت بالمُجنسين الأجانب الذين يقاتلون مع العصابة الأسدية والذين هم من لون طائفي واحد بعد إبادة وتهجير من بقى من أهلها السنة قسرًا، فإذا كان كل هذا لا يسمى إرهابًا وإبادة وتطهيرًا طائفيًا فما هو التطهير الطائفي والإبادة والإرهاب إذًا!؟
ما أريد قوله إن قتال العالم ومحاربته للإرهاب الداعشي لا يجب أن ينسيه بأي حال أن هناك إرهابًا فارسيًا أشد إجرامًا وأكثر حقدًا وأوضح طائفية من الإرهاب الداعشي، بل إن هذا الإرهاب الفارسي هو من أثار ورعى وغذى هذه الفتن والكوارث الطائفية فلماذا لا يتم محاربة الإرهابين معًا خصوصًا أن الإرهاب الداعشي ما هو إلا مكمل ومبرر للإرهاب الفارسي الطائفي وليس عدوًا له في حقيقة الأمر.