صيغة الشمري
تشهد بلادنا -ولله الحمد- تجدداً شبابيا وبث دماء شابة في جسد الوطن الغالي، شاهدنا حماساً منقطع النظير من قبل هذه القيادات الشابة في إثبات وجودها وأحقيتها بالمنصب وقدرتها على تحمل المسؤولية، وهذه الوثبة الحضارية لم تواكبها وثبة إعلامية توازي أهمية هذه القرارات النهضوية والتغييرات الفاعلة.
بل إن إعلامنا للأسف لايزال أغلب المنتمين إليه عاجزاً عن الخروج من عباءة الكهولة التي يرتديها والتخلص من بيروقراطية التفكير، لازال أغلبيتهم متقوقعاً داخل الصندوق الإعلامي القديم متخشباً يردد نماذج إعلامية عفى عنها الزمن، هؤلاء للأسف يتحكمون بالكثير من المفاصل الإعلامية التي تشكل الرأي العام، بدأت محاولاتهم الإعلامية لسحب المسؤولين الشباب الجدد لمنطقتهم الإعلامية القديمة، يدلسون عليهم ويخلطون لهم خلطتهم الإعلامية القديمة التي لاتحمل من مهنة الإعلام واحترافيته شيئاً يذكر، بل إن جميعها نماذج قديمة من مناهج بالية للعلاقات العامة وبعض نماذج السكرتارية، وهم في هذا العمل لا يريدون شيئاً سوى تمرير منافعهم الشخصية، فهو يكتب الخبر عن مسؤول في اليوم الأول، ثم يذهب إليه في اليوم الثاني طالباً مصلحة شخصية، ولو دققتم في بعض الأخبار التي يكتبها هؤلاء لوجدتم أن أخبارهم تفتقد لعناصر الخبر الإعلامي بل إن أغلب محتوى الخبر ما هو إلا مدائح مجانية وإطراء زائف لمسؤول اتخذ قراراً هو في صلب مسؤوليته وجزءاً لايتجزأ من أمانته.. إن وزراء الوزارات الخدمية مثل الصحة والتعليم وغيرها ليسوا بحاجة لمثل هذه الأخبار المضللة والمدلسة والتي ترمي بالأمانة الصحفية في عرض البحر، ما هو حجم التضليل والتدليس الذي قد يتعرض له مسؤول في التعليم أو الصحة عندما تكتب عنه خبراً يبدأ عنوانه بعبارة مدائحية لاعلاقة لها بالخبر، عندما تكتب بداية عنوان الخبر: وعد فأوفى!!
فأنت تخرج من المهنية الصحفية والأمانة والاحترافية لتتساوى مع شاعر شعبي يلقي قصيدة مدح في مدير إدارة بحثاً عن مصروف يومه، لأنه في اليوم الذي يليه سيتوجه لمدير آخر ويتدبر مصروف اليوم بيومه في صورة غير إنسانية تفتقد لأبسط صور الاحترام، عندما تكتب عن خبر يخص مسؤول في التعليم: وعد فأوفى، فأنت تخرج من قميص الإعلام النظيف لتلبس ثوباً بالياً من ثياب المتنفعين والوصوليين والمدلسين الذين لايهمهم مصلحة الوطن ولا مصلحة المجتمع بل الهم الأكبر هو مصلحة شخصية صرفة، يجب التدقيق من قبل جهات عليا تراقب هذا الطرح الإعلامي المخادع للوطن، الإعلامي عندما يتنازل عن مبادئه يكون ضرره أشد فتكاً وتدميراً من ضرر بائعي الأطعمة منتهية الصلاحية!.