أحمد الناصر الأحمد
في داخل كل إنسان طفل يشاغبه ويشاكسه.. كلما تقدم العمر بالإنسان حاول خنق هذه الطفل المستقر والمستفز في أعماقه.. بل إن هناك من يحاول اغتيال هذا الطفل واقتلاعه من جذوره بكل أسف!.
الطفل القابع داخل كل فرد منا مُحرّض جميل يدعوك للبقاء على صدقك ونقائك وبياضك وبراءتك.. يحرس المساحات البيضاء في اعماقك ويدعوك لاستثمارها والعناية بها.. يحاول الحيلولة دونك ودون كل ما هو سيئ مثل النفاق والكذب والظلم والخداع وكل مشتقات القبح!.. هذا الطفل الأنيق النبيل المشاغب قد ينتصر لمبادئه وقيمه أحياناً، وقد ينهزم أمام جبروت البعض أحياناً أخرى!.. لكنه مع الأغلبية يبقى مُخاتلاً يهاجمك لحظة ضعفك حين تكون وجهاً لوجه مع ضميرك.. يكشف لك فداحة فاتورة التنازلات التي قدمتها والطرقات المعوجة التي سلكتها.. يستعرض لك عدد الأقنعة التي ارتديتها ويجبرك على عملية جرد حساب مع قناعاتك وتنازلاتك!.. وحين يشعر أنك تجاوزت موقف ضعفك وتباعدت عن ضميرك ولو مؤقتاً بدون الأخذ بنصائحه لك يتوارى في الأعماق مرة أخرى!.. ليعاود الكرة في لحظة تجل أخرى!.
جل قصائد الشعراء يتولى هذا الطفل الغارق بالذكاء والشقاء نسج الجميل من كلماتها وتحديد بوصلة اخيلتها وتلوين العديد من صورها لأن المبدعين وذوي الإحساس المرهف أحب الناس إليه وأكثرهم إنصاتاً واستجابة لمشاكساته وجنونه!.
خطوة أخيرة:
في داخلي طفلٍ يصيح
وأنا من صياحه وجل
عنيد مغرور وصريح
مجنون متغطرس عجل
وان كان تبغون الصحيح
هالطفل عن ميّة رجل