أحمد الناصر الأحمد
هناك شريحة واسعة من الشعراء الشعبيين تأتي قصائدهم انعكاساً وصدى لقصائد شعراء سبقوهم أو جايلوهم، ونقل هش مهزوز لأفكار أو صور أو حتى قواف وأوزان شاعر أو أكثر تم التأثر به!.
كل شاعر تذوب ذائقته في ضوء شاعر آخر سينساق خلفه من حيث يدري أو لا يدري حيث سيصبح مرآة مشوهة لقصائد هذا الآخر.
نفتقد مواهب شعرية كثيرة جرفها الضوء وحرفها الانسياق خلف شاعر مُسوّق إعلامياً فسارت هذه الموهبة خلفه وحاولت تقليده فأضاعت خصوصيتها وتميزها ولم تستطع تقليد من ركضت خلفه وبُهرت بهّ.
أقولها كثيراً وأكررها الآن.. على كل مبدع أن يكون هو دون الذوبان في إبداع آخر أو التخفي تحت ظله.. الإطلاع والاستفادة أمر مهم لكل شاعر بل مبدع والإعجاب بعطاء هذا أو ذاك أمر حتمي.. لكن الأمر السيئ هو تضخم هذا الإعجاب بحيث يطغى على موهبة الشاعر بل يلغيها أحياناً!.
بحيث يصبح الشاعر (نجاتيف) معتم لصورة جميلة ذاب في معالمها وتاه في تفاصيلها.
كن كما أنت دائماً أيها الإنسان.. أيها المبدع تحديداً.. أيها الشاعر بشكل أدق وأوضح.. كن أنت بكل جمالك وألقك.. سعتك وضيقك.. ثقافتك وخيالك وسائر مكوناتك الإنسانية والثقافية والمعرفية التي منحها الله لك.. يجب أن يكون لك بصمتك التي لا تشبه غيرك.. من حقك أن تعجب بمن شئت لكن ليس من حقك أن تقدم لنا نفسك بالشكل الذي أعجبك.. نريدك أنت مجرداً من مساحيق الإعجاب وأقنعة التشبه!.
ما أجمل أن تأتي قصائدك نتاجاً لذاتك وترجمة أمينة لخبراتك وثقافتك وفكرك وسعة خيالك وكل مكونات ذاتك الراسخة الأصيلة.