أحمد الناصر الأحمد
نسمع أو نقرأ أحياناً أن الشاعر فلان اعتزل قول الشعر أوكتابته وأنه قطع صلته بهذا الفن الذي أحبه وعشقه وأفنى جلَّ عمره أو جزءاً كبيراً منه فيه ومعه وله.. وأن كل ما يربطه بالشعر قد انتهى!.. هكذا نسمع أو نقرأ أحياناً.
الشعر في رأيي ورأي الكثيرين موهبة في الأساس تطورها عدة عوامل مساعدة وتحد منها عوامل أخرى.. هذه الموهبة يمنحها الله أشخاصاً لحكمة يدركها، فهناك من يستخدمها بشكل إيجابي وهناك العكس.
واعتزال الشعر ونزع هذه الموهبة من جذورها وطمسها من أعماق الشاعر أمر لا يصدقه العقل ويرفضه المنطق.
أعلم أن هناك شعراء توقفوا عن كتابة وقول الشعر أمام الناس وفي المنابر لأسباب تخصهم وقناعات قد نتفق أو نختلف معها.. لكن الشعر يتسرّب كالضوء الخافت من تصرفاتهم وفي بعض كلامهم.. كما أن هناك من اعتزل الشعر علناً وظل يمارسه سراً داخل دوائر محدودة لقناعات تخصه كذلك!.. وهناك من حوّل نهجه في الشعر من أغراض كان يطرقها إلى أغراض أخرى وفق تغيّر قناعات وتحوّل مفاهيم لديه!
أما اجتثاث الشعر من أعماق الشعر وطمسه بشكل نهائي فهو المستحيل بعينه.
خطوة أخيرة: لـ(فهد السطامي)
كم غيمةٍ صوّت لها ضامي القاع
تناسته.. لوهي تمرّ بطريقه
اثر الغلا.. لازاد عن حده إنذاع
مثل الدفا لا زاد.. ولّع حريقه