عبدالعزيز القاضي
حدوني على ركب الغمارة وانا أبغى فوق
أبي مقدم الصندوق وإلا على السلة
- مجدل بن ربيّع آل مسعود القحطاني
والشاعر رحمه الله حسب المصادر المتاحة من مواليد الهياثم قرب الخرج عام 1326هـ تقريباً, والبيت من قصيدة مطلعها:
انا فالعشي ذبيت في عالي الصاعوق
تخالف هواجيسي وصدري على الملة
وجاء في مناسبتها أن الشاعر توفي والداه وهو صغير فكفله عمه وكان في الكويت, وكان لدى عمه بنتان فعشق مجدل الصغرى منهما منذ كان طفلاً, وعندما كبر خطبها من عمه ولم يذكرها بالاسم ظاناً أنه يعرف مراده، لكن عمه لم يكن يعلم فزوجه من الكبرى حسب العادة, ولم يعلم مجدل بذلك إلا بعد بنائه عليها فسكت وقبل بها كارهاً, وبعد أيام قال هذه القصيدة, ويعزز هذه الرواية الأبيات التالية له وهي:
معي دفتر الرخصة وانا ما عرفت اسوق
ولا جيت أبشري موتر ما ورد كله
ولا صبوا الفنجان الأول ما بي له ذوق
ابي ثاني الفنجال من صافي الدلة
أقلَّط على الضيفة وأنا شفي المفهوق
ابي قسمي اللي راعي البيت يفطن له
وانا لا تذكرته يهايف بي الطاروق
جبرني على الروحات صوبه وانا ادله
هني واحد ما هوب عاشق و لا معشوق
ولا يشحنه فرقى ولا البعد عن خله
وبيت السياحة أعلاه يلخص هذه القصة الدرامية, ومعنى حدوني: اختاروا لي, والغمارة: كبينة القيادة في السيارة, مقدم الصندوق: مقدمة صندوق السيارة, السلة: جزء متصل بالصندوق يكون فوق الغمارة, وتسمى في بعض المناطق (البرندة) تشبيها لها بالشُّرفة والشرفة: بناء خارج من البيت يُستشرف منه على ما حوله, وتسمى في الشام وما حوله (البرندا) وفي مصر (البلكونة) والكلمتان أجنبيتان.
والبيت قيل في فترة بداية ظهور السيارات في الجزيرة العربية وبداية انتشارها في الخمسينيات والستينيات الهجرية, وكان ظهورها وانتشارها حدثا له تأثير كبير في المجتمع البدوي والحضري, لذا ليس من المستغرب أن تنتزع من محيطها الصور الشعرية.
وهذه القصيدة ومناسبتها مشابهة لقصيدة كتبها وغناها المرحوم حمد الطيار, ويقال إن مناسبتها مطابقة لمناسبة قصيدة مجدل, والله أعلم, يقول:
حدوني على العنبر وانا احب دهن العود
ولا خلَّوا المحتار ياخذ على عينه
وانا لي مزاجٍ ما يوافق على الماجود
أبي نوع طيبٍ خابره مير مخفينه
وقد أوردت في سياحة سابقة كامل القصيدة التي لم يغنّ منها الطيار سوى البيتين أعلاه, وهو - حسب ظني - أول نشر إعلامي لها.