ناهد باشطح
فاصلة:
«من يتمتع بجمال النفس ليس مزعجًا لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين»
- حكمة عالمية -
تعجبني مقولة مارتن لوثر كينج: «الظلام لا يقدر أن يطرد الظلام. النور وحده هو القادر على ذلك. والكراهية لا تقدر أن تطرد الكراهية. المحبة وحدها القادرة على ذلك» لأنها ببساطة توضح حالنا أحيانًا في طلب التغيير دون أن نتغير نحن أولاً.
عندما نشتكي ارتباك بعض علاقاتنا مع من حولنا فإننا لا ننظر مطلقًا إلى مسؤوليتنا في العلاقة والارباك الذي حصل فيها أو حتى سلوكنا مع الآخر نركز فقط على سلوك الآخر تجاهنا الذي من الممكن أن يكون ردة فعل لا أكثر.
أمام أعينا دومًا ماذا فعل بحقنا الآخر تفاصيل سلوكه تجاهنا..
ماذا لو تساءلنا؟ ماذا فعلنا نحن من سلوكيات سلبية تجاهه سواء كانت فعل أو ردة فعل؟
مشكلتنا أننا نريد السلام ولا نخرج من دائرة الصراع، نريد النور ولا نخرج من دائرة الظلام، نريد الراحة ولا نخرج من دائرة التعب.
في حياتنا ألف سؤال وسؤال يحتاج الإجابة لكننا لا نتوقف لنتأمل في انفسنا، مشغولون بما يصنعه الآخر... بسلوكياته... بأخطائه.
من المهم أن ندرك أن المشاعر الإيجابية هي الأقوى وليست الأضعف حتى وإن انتشرت المشاعر السلبية بشكل أسرع في محيطنا فإن شخص إيجابي واحد يمكنه أن يؤثر تأثيرًا فاعلاً وبشكل أعمق من تأثير عشرات الأشخاص السلبيين..
لذلك إن غضبت أو أحبطت أو أصابك الحزن أبحث عن نقطة نور في داخلك.. نعم في داخلك أنت وليس الآخر.
نقطة النور هذه هي التي يمكنها أن تبدد الظلام الكاسح.
لقد خلقنا الله بفطرة خير سوية يمكنها أن تشع النور على العالم لكننا انشغلنا عن النور في دواخلنا بالظلام وكاننا نبحث عنه.
لا شيء أجمل من السلام مع نفسك والرضى والتسليم لله يدبر الحياة كيفما يشاء، فإن أصابنا الضر علينا أن نتبصر في أنفسنا لنمتلك القدرة على العودة إلى النور والسلام. الآخر هو من صنعناه ولذلك سوف يتغير إن تغيرنا نحن.
ما أبلغ القرآن الكريم {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأنفسهم} (سورة الرعد آية 11).
هو التبصر في أنفسنا وتغييرها ليتغير كل شيء من حولنا.