خالد الربيعان
الحكمة العربية التي تقول «مصائب قوم عند قوم فوائد» استشعرتها وأنا أشاهد أسطورة إيطاليا واليوفنتوس «بيرلو» يبكي بعد انتهاء نهائي دوري الأبطال بخسارة السيدة العجوز من برشلونة.
فكنت أعلم تصريح المايسترو «بيرلو» قبل المباراة حيث قال: «أفضل إنهاء مسيرتي الكروية بالتتويج بلقب دوري الأبطال» أما بعد الخسارة فقال: «عقب الهزيمة شعرت أن وقتي انتهي مع يوفنتوس».
توقعت فوراً ان يكمل المايسترو في مكان آخر ليحقق أي شيء ولو على المستوي الدعائي أو التسويقي له أو لكيان ما يطبق مفاهيم التسويق الرياضي، وبالفعل لم أفاجأ عندما علمت بانتقال المايسترو إلى نيويورك سيتي الشقيق الرسمي لمانشستر سيتي في أمريكا في يوليو الجاري.
أمريكا اقتحمت عالم كرة القدم من باب التسويق الرياضي ومنذ سنين، فبعد انتقال بيكهام إلى لوس أنجلوس جالكسي، انتقل كاكا في 2014 إلى أورلاندو، وكان صاحب أكبر راتب في القارة - 80 ألف دولار أسبوعياً - وهو ضعف راتب تيري هنري الذي انتقل أيضاً إلى أمريكا قبل عامين.
الولايات المتحدة برعاية خليجية تطبق الاستثمار الرياضي في كرة القدم كما تطبقه أندية أوروبا، وبدأت أولاً بلفت الأنظار إلى المسابقة نفسها بالنجوم الكبار وجعلها من الشهرة بحيث تجذب الرعاة، لذلك انتقال بيرلو ليس مفاجأة، وانتقاله جاء بمبلغ قد لا يتناسب مع سنه - 36 عاماً - وهو بقيمة 8 ملايين دولار سنوياً.
في نفس الوقت انتقل المخضرم لامبارد مع بيرلو إلى نفس النادي مقابل 6 ملايين دولار، بدون إغفال ذكر ديفيد فيا الذي كان له أكبر الأثر الموسم الماضي في امتلاء المدرجات بالجماهير.
غريم نيويورك سيتي: لوس أنجلوس جالاكسي عندما علم بالأمر فاوض لاعب برشلونة السابق المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس والأخبار الأكيدة هي انتقاله بالفعل مقابل 9 ملايين دولار.
أسطورة ليفربول جيرارد آخر الراحلين للدوري الأمريكي وللوس أنجلوس أيضاً، استأجر منزلاً في منطقة بل إير في أمريكا بقيمة 12 مليون دولار ليقيم فيه هو وأسرته، بالتأكيد لن تدفع إدارة النادي كل هذه المبالغ إلا والمردود الإعلامي والتسويقي أعلى بأضعاف المتخيل، فيكفي أن نعرف ان مبيعات منتجات هؤلاء النجوم وحدها ستحقق مبالغ خرافية من الصعب توقعها.
اقل مبلغ توقعه خبراء التسويق الرياضي من مبيعات التذاكر فقط لنيويورك سيتي بعد انتقال بيرلو ولامبارد بالإضافة لوجود ديفيد فيا هي 14 ألف تذكرة في المباراة.
السؤال هنا هل يحقق بيرلو ورفاقه من نجوم الكرة العالمية مثل جيرارد وكاكا ولامبارد وفيا الهدف التسويقي الذي يحلم به الأمريكان : وهو جعل كرة القدم تتخطى كرة السلة وكرة القدم الأمريكية والبيسبول كالرياضة رقم واحد هناك بعد ان تأكدوا أن أموال الاستثمار والتسويق الرياضي التي تأتي بها الكرة أكبر من أي أموال أخرى؟؟ الموسم القادم سيحمل الإجابة.
فكر مبتكر:
الآن يحتل كاكا سقف الرواتب بقيمة 7.16 مليون دولار، وبيرلو بـ8 ملايين، وجيرارد بـ6.2 مليون، ولكن الرواتب العالية لم تكن السبب الرئيسي لانتقال تلك الأساطير، ففترة توقف الدوري الأمريكي الطويلة وسط الموسم تمكن هؤلاء النجوم من اللعب في أوروبا على سبيل الإعارة لفريق أوروبي كما فعل بيكهام عندما انتقل لـ باريس سان جيرمان وهنري عندما انتقل لأرسنال، الاتحاد الأمريكي يلعبها بحنكة، فهو يروج للمسابقة ويعلن فيها للرعاة، ويتخلص من رواتب هؤلاء النجوم لفترة كبيرة في منتصف الموسم، فكر مبتكر وجبار في عالم التسويق الرياضي، فهل نتعلم؟!.