خالد الربيعان
في مقال سابق تحدَّثت عن التسويق الرياضي غير المباشر، وكيف أن بيليه كان رائدًا في ذلك، حين ربط حذاءه في مباراة كأس العالم الشهيرة مع منتخب بيرو ليركّز معها مخرج المباراة ويظهر علامة شركة «بوما»، ربح بيليه وقتها 125 ألف دولار بمقاييس السبعينيات، وحققت «بوما» أرباحًا تعدت الـ300 في المائة بعد هذه الحادثة مباشرة!
هذا الموسم وفي كلاسيكو إيطاليا العتيد بين فريقي لاتسيو وروما، سجل المخضرم صاحب الـ38 عامًا «توتّي» هدفين في مرمى لاتسيو، بالتحديد في هدف التعادل الثاني والرائع، قام «توتي» بنفس خطة التسويق غير المباشر، وكانت بطريقة رائعة، مناسبة لروح العصر، قام بالاحتفال بالخروج من المستطيل الأخضر، لا نعلم من أين ظهر في يده جهاز «آيفون 6»، ليقوم بالتقاط صورة «سيلفي» له، الأمر الذي أشعل عالم الكرة في أروقة الإنترنت، وخارجه أيضًا!
ما يؤكد أنها خطة تسويقية رائعة هو ما قاله «توتي» شخصيًا، حيث إنه لم يقم بأخذ صورة «سيلفي» أبدًا قبل تلك الصورة!، وفي نفس الوقت كانت شركة «آبل» الشهيرة والمصنعة للآيفون تقوم على جميع المستويات بالترويج لمنتجها الجديد!
الأمر له أصول وتعليمات وخطة تسويقية مديرها مالك «روما» الجديد: «مارك بالوتا» الذي قال نصًا في بداية الموسم: «ما لم ندخل القرن الواحد والعشرين بلغة التسويق التي تتكون من الملعب، ووسائل التواصل الاجتماعي، والعلامات التجارية، والرعاة، فنحن لا نستطيع المنافسة الآن أبدًا»!
وبالفعل خطة «بالوتا» ظهرت على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حققت السيلفي الخاصة بعمدة روما -كما يطلقون عليه- نجاحًا مبهرًا، ضج موقع النادي وصفحته على فيسبوك بالتعليقات والإعجاب، على «تويتر» أصبح «هاشتاق» بعنوان #tottiselfie رقم واحد في إيطاليا وليضعه موقع تويتر في قائمة أعلى «الهاشتاقات» مشاركة!
خبراء التسويق الرياضي قالوا: إن سيلفي «توتي» خطة النادي بنسبة 99 في المائة، صورة «توتي» انتشرت كالنار في الهشيم، أصبحت أشهر صورة سيلفي في عالم كرة القدم، نشرت الصحافة الإيطالية بعدها خبرًا يقول: إن شركة «آبل» قد حققت مبيعات بقيمة 5 ملايين يورو بعد هذا الاحتفال مباشرة!
أما عن مصطلح (السيلفي) نفسه الذي ترجع أول صورة له للفرنسي «مارفيل» في القرن التاسع عشر!، فتقول الإحصائيات إنه أحد أكثر الأشياء رواجًا في كوكب الأرض في الفترة الأخيرة، بمعدل 800 مليار صورة في عام 2014 فقط ـ فكيف لا يستخدم أصحاب الدهاء التسويقي الكروي تلك التقنية وغيرها من تقنيات التواصل الاجتماعي؟! سؤال أتمنى أن يجيب عليه المسؤولون عن التسويق الرياضي في بلادنا!
الفكرالقديم
بعد ظاهرة «سيلفي» عمدة روما، وضح أنها لم تعجب بعض الناس أصحاب الفكر القديم كـ«كلاوديو لوتيتو» رئيس لاتسيو خصم روما في تلك المباراة، صرح غاضبًا للصحافة قائلاً: «أنا شخص لست مع التكنولوجيا!، حركة توتي لم تكن لائقة ولم تكن لها علاقة بكرة القدم، قائد لاتسيو لم يكن ليفعل تلك الحركة أبدًا»!، ما لم يعرفه لوتيتو أن متابعي روما على «تويتر» زادوا 7000 متابع جديد بعد أن كان المعدل اليومي 1000 متابع!، ولو عرف لتخلى عن فكره هذا، فيا ترى كم «لوتيتو» آخر في بلادنا؟!