فهد بن جليد
في الصحافة العالمية يُعاد نشر وترجمة قائمة جديدة بعنوان (لا تفعل هذا الأشياء في هذه الدول)، حاولت أن أبحث عن دولة خليجية أو حتى عربية فلم أجد؟!.
هذا الأمر يطرح سؤالاً حول قدرتنا على نشر ثقافتنا ؟ وعاداتنا عند الآخرين؟ أو على الأقل توضيح الأنظمة الخاصة بنا للزائرين، تحدثت هنا سابقاً عن ضرورة نشر كتيبات تعريفية، و إرشادية سياحية، على متن الرحلات القادمة للسعودية أو لمنطقة الخليج، باللغات العالمية، لتعريف الناس بما هو محظور، وماهو مُزعج لشعوب المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالشعائر الدينية، او العادات والتقاليد، لأن هؤلاء سيقيمون ويعيشون بيننا مدة طويلة للعمل، بعض (الخواجات) أذكياء، منهم من يحفظ كلمة ترحيبية، أو عبارة محلية دارجة، ثم يرددها عند الخليجيين ليكسب تعاطفهم، وربما إعجابهم، ولكن تبقى هذه اجتهادات شخصية، فلا أحد للأسف يقدم نصائح للزائر الأجنبي لمنطقتنا!.
هنا سأعيد نشر (محظور واحد) في بعض البلدان، علماً أن هذه القائمة نشرتها كبريات الصحف العالمية على مسؤوليتها (بأربع لغات) خلال الشهرين الماضيين، فمثلاً في المكسيك (لا تزعل من المزح، وتعتبره إهانة)، فالمكسيكيون لديهم حس فكاهي لا حدود له، وعليك تقبل ذلك، في نيوزلندا ستكون مشكلة كبرى إذا خلطت بين طائر (الكوي) و (الأوزي) لأن هذا مُزعج ويعتبر الشخص الذي لا يفرق بينهما (أخرق) في الثقافة المحلية، كما أن عليك تقبل رؤية الناس يمشون في الشارع (حفاة) دون أحذية!.
في النرويج يجب أن لا يشدّ انتباهك رؤية شخص (عارٍ) بقصد تبديل ملابسه في مكان عام، فمن العيب عليك أن (تُحملِق النظر) فيه، و(بتبحلق)، و(تبصبص) بمعنى غض النظر يازين وش جاك وش صار؟ فالناس (متعودة) على ذلك في الأماكن العامة، كما أن عليك تجنب إهداء أحد في روسيا عدداً زوجياً من الأزهار، فإنه يعني الحزن لموت عزيز!.
تماماً كما هو الحال في ألمانيا، فمن الخطأ أن تقول لأحدهم (يوم ميلاد سعيد) إلا إذا كان فعلاً هو يوم ميلاده، لأن هناك خرافة ألمانية تقول أنه سيموت حتماً بسبب هذه (التهنئة الزائفة)!.
أخيراً في كينيا، كن صبوراً في مواعيدك، فلا أحد يكترث للوقت في هذا البلد!.
في المرة المقبلة هل سنجد (عادات وقيِّم) خليجية وعربية؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.