علي عبدالله المفضي
تتبدل المجتمعات وتتغير وتتفاوت في القوة والضف من زمن إلى زمن وتفقد الكثير من سماتها وملامحها وأقل من يدرك ذلك أهل كل زمن فالتغير لايحدث بين يوم وليلة وإنما يصيب الأمم دون إحساس مفاجئ به.
وعندما يتطرق باحث أو متقص لمثل هذا الأمر يجد أن التغيير قد أتى على الكثير من سمات المجتمع كالطباع والعادات والمثل ومظاهر العيش في الألبسة والأطعمة والمساكن والتعامل ومن ضمن مايأتي عليه اللغة التي تتغير بشكل سريع دون إحساس بالتغيير خاصة مع دخول وسائل الإعلام واحتواء موادها في الأدب ولغة التخاطب على لهجات متعددة تؤثر على المجتمعات التي تتعاطاها بشكل دائم فلهجة اليوم ليست هي اللهجة التي كانت متداولة قبل عشرين سنة.
وعلى ضوء ذلك فمن الطبيعي بل الحتمي أن يصيب الشعر ما أصاب اللغة فشعر اليوم في مفرداته وأدواته وبحوره قد استغني عن جزء كثيرمن لغته واستحدث غيره ليتواكب مع زمنه فالشعر شطر مهم من اللغة بل سجلها الأمين الذي يحفظها بشكل دقيق، والدليل على ذلك تكوّن من الغربة بين أبناء جيل اليوم عن قصائد أجدادهم وصعوبة أو تعذر قراءتها وعدم إدراك ما تعنيه الكثير من الجُمل والمفردات وربما احتياجه إلى قاموس عربي عربي يبين له لغة أجداده الذين لايفصل بين زمنه وزمنهم إلا عدة عقود.