علي عبدالله المفضي
لا شك أن للمشافهة أثر يختلف عن أثر القراءة مع ما للقراءة من أهمية بالغة في التلقي والاكتساب لكل علم، والواعظ والمُحاضر والقائد قد يوجد شيئا كثيرا مما يقولون في الكتب والمجلات والصحف ولكن أثر الصوت ووقوف المتكلم عند كثير من تفاصيل موضوعه وطريقته لإيصال مالديه بلغة الجسد عن طريق الحركة والنبرة والوقوف والوصل والقطع والخبرة بإيقاظ حماس المتلقي فنون لايجيدها إلا من أوتي موهبة الإقناع وحسن الإيصال.
ولاشك أن لحسن صوت المؤدي للشعر سواء كان ملقيا أو مطربا أو منشدا أثره الإيجابي أو السلبي البالغ على القصيدة وكلنا يعرف أن الشعراء غالبا هم مؤدون جيدون وموصلون لقصائدهم بشكل إن لم يكن جميلا فهو مؤثر والعكس من ذلك صحيحا حين لايكون مؤدي الشعر مغنيا أو ملقيا على درجة جيدة من حسن الأداء والقبول.
وقد ترسخ في الأذهان أغنية لاتحمل كلماتها مضامين ذات قيمٍ أدبية عالية بسبب حسن الأداء وبراعة اللحن وفي المقابل قد يهبط لحن أو أداء رديء بقصيدة مذهلة وعليه فإن قارئ الكتاب لاتصله شحنة التأثر كما تصل إلى متلقي الصوت ومستمع الأداء.