فاطمة العتيبي
من أخطر المراحل التي تمر بها إدارة التغيير هي المرحلة الحاسمة قبيل إعلان التغييرات في الهياكل أو القيادات، خاصة في الجهات ذات الجذور العميقة والتاريخ المزمن مع المصالح الأفقية والعمودية!
وعلى الرغم من أن بعض هذه الجهات اتخذت أسلوب «إدارة المهمة» في إحداث التغيير المرتقب والذي يعتمد على اختيار عناصر جديدة محدودة متميزة مهنياً والعمل معها بمعزل عن العناصر القديمة - التي يتوقّع منها فرض أسلوبها القديم وقيادة عمليات الممانعة - إلا أن هذا يتطلب أمداً طويلاً ويتطلب قدرة وقوة إدارية تعمل على بناء إدارات جديدة وموازية تضمن عدم تأثير الخبرات السالبة عليها!
وتزداد صعوبة هذا الأسلوب الإداري في التغيير إذا تسرّبت القوى القديمة وعملت على إفساد عمل الإدارة الجديدة لإثبات فشلها وخصوصاً أن مصالح الإدارة القديمة عادة تكون ممتدة ومتشعبة والعاملون معها في العمق كثيرون!
لذلك على إدارات التغيير الجديدة أن تستمر فيما هي ماضية فيه ولا تأبه لهذه التكتلات التي تتمدد وتؤلب بغية إيقاف عملية التغيير التي تسعى إلى بث روح جديدة قائمة على المهنية والعلمية والمشاركة واللا مركزية.
كما أتمنى أن تعمل وفق الاتجاه الفجائي في إدارة التغيير وهو الأسلوب الإداري العلمي الذي تنهجه المؤسسات في مواجهة تكتلات الممانعة، كما أنصح كل إدارات التغيير في مختلف الجهات الحكومية بأن تنأى بنفسها عن لعبة التيارات فهو منزلق خطير، تخطط قوى الممانعة لإسقاطها عبره، إن أهم شرط في إدارات التنمية والتغيير من التكنوقراط الجدد بعدها عن عراك التيارات، وفّق الله كل مجتهد مخلص لتحقيق طموحات قيادتنا الحكيمة ورفاهية المواطنين والمقيمين.