فاطمة العتيبي
التطور الإداري سمة من سمات الدول الناجحة والمستقرة والتي تشهد تنمية عالية والتطوير الإداري لا يتحقق إلا بالإصلاح والتحديث ويعرف التطوير علمياً بأنه: العملية المستمرة التي يتلقاها الإنسان من خلال المساندة والدعم اللازمين لنمو مهاراته وقدراته بشكل متواصل، ويتم ذلك من خلال عمليات التعلم المخططة أو غير المخططة ولكنها في كل الأحوال تكون ضرورية من أجل نجاح الإنسان في استثماره لموارده بصورة تتناسب مع الظروف الزمانية والمكانية التي يعيش فيها.
وللتطوير مداخل متعددة أهمها تقييم الأداء وقياسه.. ومما يدلل على اهتمام الدولة بالتطوير والتحديث والإصلاح الإداري الذي يتواكب مع المستجدات والمتغيرات الداخلية والخارجية.
هو صدور قرار مجلس الوزراء رقم (187) وتاريخ 4-7-1429هـ بإنشاء مركز قياس الأداء للأجهزة الحكومية في معهد الإدارة العامة كمرحلة أولى لمدة خمس سنوات، وتكون مهمته الرئيسة قياس أداء جميع الأجهزة الحكومية في المملكة العربية السعودية واستخراج مؤشرات سنوية تعكس أداءها، لتمكين هذه الأجهزة من الاستفادة من هذه المؤشرات في تحسين وتطوير أدائها.
لكن.. السنوات الخمس انقضت يا سادة ولم نرَ لها أثراً..
ويبرئ مدير معهد الإدارة العامة ساحة المعهد من مسؤولية تأخر انطلاق أعمال المركز على هذا الرابط: «http://alhayat.com/Articles/6318848/ الشعيبي - تأجيل-إطلاق- مركز - قياس- لأداء - الجهات - الحكومية - ليس-بيدنا».
انتهت المرحلة الأولى ولم نسمع عن المركز إلا تعاقده مع شركة أوروبية رائدة كما وصفها موقع معهد الإدارة العامة! في مجال إنتاج برمجيات قياس وإدارة الأداء -ولم يذكر اسم الشركة!.
وفق ما ورد على الرابط: http://www.ipa.edu.sa/Arabic/About/Centers/PMCGA/Pages/de
fault.aspx والهدف من التعاقد مع الشركة الأوروبية تزويد المركز ببرنامج إلكتروني لنظام قياس وإدارة الأداء والتي تشمل توثيق مخرجات ورش العمل، تحديد الأهداف. إنشاء مقاييس ومؤشرات الأداء. جمع وتحليل وحفظ البيانات بالإضافة إلى تصميم وطباعة تقارير الأداء. وسيقوم المركز بتدريب وتمكين الموظفين المختصين في الأجهزة الحكومية من الوصول إلى البرنامج عن طريق الإنترنت لتعبئة البيانات وإعطاء ملاحظات حول نتائج قياس كل هدف بالإضافة إلى إنشاء وطباعة التقارير المختلفة للأداء.
ماذا بقي إذن ليباشر عمله والشركة الأوروبية قامت بكل متطلبات التأسيس (ماقصروا الأجواد)!..
هل يحتاج مركز قياس الأداء الحكومي إلى قياس؟!.. أم يحتاج إلى شفافية أكثر ليحدثنا عن المعوقات التي واجهها؟!
التطوير الإداري يتطلب نضال حقيقي وشخصيات تدير عمليات الممانعة بحرافة تتمأسس على الوعي بالتوقيت ومعرفة مداخل التأثير الاجتماعي للقوى الثقافية. هو عملية معقدة ولاشك لكن دول كثيرة نجحت فيها وهي مشابهة لنا مجتمعا وثقافة العبرة في الاستمرارية.. مركز قياس الأداء الحكومي لو قام بدوره سيوفر على الدولة ميزانيات طائلة تذهب هدراً.. كما أنه سيغني الدولة عن هيئات وجودها يمثل ترهل إداري وعبء مالي وبشري غير مبرر.. أتمنى لكل عامل في الإصلاح والتحديث والتطوير الإداري في الأجهزة الحكومية الثبات والسداد.