فاطمة العتيبي
أغلب مشكلاتنا نابعة من هذا الثالوث العظيم ( الإرهاب - العنصرية - الطائفية )، فعدم وجود قانون ضد ازدراء الأديان بحجة أنه مناقض لحرية التعبير، والتي ترددها بلاد الغرب التي تجاوز بعض أفراد شعبها وأسرفوا في التطاول على محمد صلوات الله وسلامه عليه، أو حتى اتهام الإسلام بالإرهاب أو نعت فكرنا السلفي المعتدل بأنه فكر وهابي يفرخ الإرهاب، وغيرها كثير من نزق وتعدٍّ وتطاول لم يكن ليكبحه سوى وجود قانون لتجريم ازدراء الأديان يصادق عليه المجتمع الدولي، ولكن إقناع الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لإصداره يتطلب عملاً جاداً ومنظماً دولياً من الدول الإسلامية، فالمساس المتكرر بالإسلام من قِبل بعض صحافيي أو إعلاميي الغرب أو بعض الحكومات العربية الساقطة في أحضان إيران، تواليهم وتجأر جورهم وتكرر مقولاتهم السامة.
وفي رأيي أنّ بوادر العمل المنظم لإقناع العالم باستصدار مثل هذا القانون هو البدء في إصداره وتطبيقه تماماً مثل ما فعلت الإمارات، وقد اجتهدت السعودية وطرح مركز الملك عبد الله لحوار الأديان 2008 في مؤتمر مكة ومروراً بمؤتمر مدريد ونيويورك، كما طرحت هذه المبادرة في منظمة الأمم المتحدة، لكن ما يدعم ويساند هذه المبادرة عالمياً هو أن نعلنها في الداخل ونطبقها، ولعل إعادة صياغة نظام الوحدة الوطنية 2015 والعودة لطرحه بقوة تحت قبة الشورى ما يساند ودعم الجهود المنظمة لدفع المنظمات العالمية لتجريم ازدراء الأديان، والكف عن النّيل من الإسلام ومن رسولنا الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه، وطوبى لمن تناسى خلافه واختلافه وكفّ لسانه عن الأذى والتبكيت والتقليل والكراهية والتكفير واحتقار العرق واللون والطائفة، فهذا كله خير ومن يقف في وجهه هو آثم لا محالة، لأنّ في الوقوف ضد الخير ميل للشر، ومثلما أقرت السعودية نظاماً يمنع الرق في 7/ نوفمبر / 1962 على يد المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز وهو ما كان يمثل خطوة عظيمة في مجتمع قبلي يتوحّد ويتوطّن للتو، لكن مصلحة البلاد وسمعتها كعضو في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، يحتمان عليها الإقدام على خطوة مثل هذه، على الرغم مما كان يتوقع أن تثيره من ردات فعل داخلية، لأنّ القبائل كانت تتباهى بكثرة رقيقها وإن تصادر حقها في ذلك كان يُعد في تلك المرحلة أصعب بكثير من استصدار لنظام لتجريم ازدراء الأديان وتجريم الكراهية والتكفير، ذلك أنّ مجتمعنا اليوم أحوج ما يكون إلى أن يتخلص من كل معوقات الوحدة الوطنية، ومسببات الفرقة والتمايز والعنصرية والطائفية التي تذكي العنف والإرهاب بين شبابنا، فاللهم نسألك أن تهيئ لنا من أمرنا رشداً.