فاطمة العتيبي
هل يتقاطع تقديس القبيلة مع الوحدة الوطنية؟، وقبلها مع الدين؟
وهل تعد «الشيلات» المنتشرة حالياً هي من محفزات التفاخر بالأنساب وإعلاء للدم القبلي عن غيره وارتباط ذلك بالقتل والغزو والشجاعة في الحرب؟
أقول قولي هذا وأنا مصابة بالذهول؛ ففي هذا المعهد الأمريكي الذي أدرس فيه صرت أعرف أصل الطالب ونسبه من نغمة جواله، وما إن ينتهي الدرس حتى تعج الهواتف بالشيلات، هذه عتيبة وهذه حرب، هذه عنزة وهذه شمر وهذه يام وهذه غامد وهذه زهران وهذه، وهذه، وهذه، وهذه!! هنا يتحدث الناس عن أصولهم وثقافاتهم المتنوّعة وطعامهم ومذاقاته لكنهم أبداً لا يجعلون من هذا مادة غنية لإعلاء عرق على عرق، بل إن هذا يعد من خوارق المروءة فلا يليق بإنسان متحضّر أن يمجّد من نسبه في حضرة الآخرين، بل على العكس يلزم الإنسان الراقي أن يمتدح الآخر ويتحدث عن حسناته!!!
فأين هذا من ممارساتنا؟ مع أن النص الديني الإسلامي زاخر بهذه المعاني السامية والقيم الرفيعة.
فما هي القبيلة؟ وهل هي من دواعي الاستقرار الوطني؟
هل يمكن أن تنجح الجهود في توجيه المشاعر القبائلية لتكون مشاعر وطنية؟ هل يمكن أن تكون هذه المشاعر القبائلية من مهددات الوحدة الوطنية؟ ما هي الممارسات المتكررة التي يمكن أن تكون نواة لخطر داهم ينبئ عن موجة عنصرية جديدة؟