عمر إبراهيم الرشيد
أخطر قطاع في كل دول العالم وأولها التعليم، باعتباره أساس العمل والإنتاج والتقدم. لقد بدأ عملاق النهضة الماليزية الدكتور مهاتير محمد أول ما بدأ بالتعليم عام 1985م، وحينها لم تكن ماليزيا إلا دولة متأخرة هزيلة من دول العالم الرابع أو الخامس على أحسن تقدير، فنقلها بعد ما وضع أسس تعليم حديث خلال عقد من الزمن إلى دولة من دول نمور آسيا.
لذا حين نتحدث عن التعليم لدينا وننتقد بعض مساراته ونمتدح أخرى فنحن لا نتحامل ولا نجامل، ونؤكد أن مهمة من يتسلم هذا القطاع الخطير لن تكون يسيرة بل هي ركوب أمواج متلاطمة تتطلب ربانًا ماهرًا.
تحدَّثت في مقالي قبل أسبوعين عن ضعف وجود المدارس الحكومية في شمال العاصمة مقابل ازدهار وانتشار المدارس الأهلية، وتوقف مشروعات مباني مدارس منذ سنوات على حالها، لكن رد الوزارة جاء كالمعتاد في كثير من ردود الجهات الخدمية على ما يكتب من ملاحظات وتنبيه على خدماتها، وهو الأسلوب الإنشائي المتمثل في محاولة نفى تلك الملاحظات. بينما تأكَّد ما ذكرته من توقف مشروعات المباني المدرسية وفي الحي الذي أسكن فيه تحديدًا شمال العاصمة حين نشرت هذه الصحيفة خبر سحب وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل مئات المشروعات المتعثرة، فهل ما قلناه عن المباني المعطلة تجنٍ، هذا إلى جانب الردود المؤيدة من قراء يسكنون شمال العاصمة.
الدكتور عزام الدخيل أتى من القطاع الخاص ولديه همة وديناميكية ذلك القطاع، ثم أن لديه حيوية اجتماعية وتعاملاً ذكيًا مع الإعلام بحكم تجربته فيه سابقًا، وهو نشط في وسائل التواصل الاجتماعي فيما يخص الوزارة، لذا كلنا أمل في أن تمتد إصلاحاته أيضًا إلى إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة لتكون أكثر عصرية.
عرب أوروبا وخدمة الصهيونية
مازال الإسلام ومعه العرب يتلقون الطعنات من الظهر من بعض المهاجرين المسلمين العرب وحتى غير العرب في أوروبا وأمريكا، ناسفين جهودًا يبذلها مخلصون لدينهم وهويتهم رسميون أو أفراد، يعكس أولئك الهمج صورة شائنة عن الحضارة الإسلامية والقرآن والعرب. آخرها كما يعلم الكثيرون ما حاول مهاجر عربي ارتكاب مجزرة في قطار بين بروكسل وباريس، ليتصدى له أمريكيان وبريطاني ويجنبوا ركاب القطار شروره المحدقة، وليظهر هؤلاء الثلاثة أبطالاً منعوا هذا (الإرهابي المسلم) من تنفيذ جريمته، قلت الإرهابي المسلم للأسف الشديد وحسب انطباعهم بالطبع وبسبب همجية وجهل هذا الأهوج الذي ظلم نفسه ودينه وهويته. لا ندري إلى أين يتجه بنا المسار فلطفك اللهم، عدا عن تلك التصرفات والسلوكيات التي بدرت من بعض السياح الخليجيين والسعوديين بكل أسف لتصب الزيت على نيران المصائب التي يصطلي بها جسد الأمة، وليفرح المتربصون بنا فليس أروع من تلك السلوكيات والجرائم الإرهابية لتجعل مهمتهم كشرب الماء يسرًا ولذة. ورحم الله الدكتور عبدالرحمن السميط (غيمة إفريقيا) الذي أسلم على يديه أكثر من اثنين وعشرين مليون إِنسان، عدا عمن عالجهم هو ومن معه، لم يمسك بمسدس أو سكين ليقتل وإنما بمبضع جراحة ليداوي وبكتاب يشرح نور الإسلام ليهدي بهداية الله تعالى. فأين هؤلاء الهمج من هذا وأمثاله ليخدموا دينهم وهويتهم وقضاياهم كما خدمها هذا العملاق -رحمه الله- وجعله في الفردوس الأعلى وإياكم ووالديكم.