عمر إبراهيم الرشيد
من المعلوم أن السياحة صناعة قائمة بذاتها لها متطلباتها كما أنها تشكل مصدراً دخلياً رئيساً لبعض دول العالم. وهي كما لا يغيب على كل مطلع تتطلب بنية تحتية متكاملة، فلن تجدي نفعاً المواقع السياحية على اختلافها والأثرية كذلك إن لم يكن هناك كادر بشري يديرها، والعكس صحيح كذلك، فلن تجدي النوايا الطيبة والابتسامات على أهميتها في غياب فرق ترفيهية متخصصة بمعايير دولية كفرق السيرك والألعاب البهلوانية
وغيرها لإيجاد أجواء سياحية فعلية وخلق صناعة سياحية احترافية يمكن أن تبقي نسبة من المواطنين ولا نقول جميعهم فتلك مثالية يحسن بنا تركها، أقول لإبقاء نسبة من المواطنين وتشجيع المقيمين للاستفادة والترويح عن النفس والسياحة في المملكة.
وإن كان هذا مطلباً على مدار العام فإنه في مناسبات كالأعياد أكثر إلحاحاً، فلا يخفى أن احتفالات العيد في معظم مدننا نمطية رتيبة تنقصها الحيوية والتجديد. إن الجمهور لم يعد يتقبل أي منتج سياحي يعرض عليه كيفما اتفق بحكم أن السفر للخارج تضاعفت وتيرته وأصبح عادة لدى شرائح كبيرة من الشعب السعودي، فاطلعوا وشاهدوا في دول عديدة من العالم على معالم ومهرجانات سياحية رفعت من معاييرهم وذائقتهم السياحية.
السياحة شأنها شان أي قطاع آخر تتطلب المهنية والاحترافية ولا يجدي نفعاً الاجتهاد دون دراية وخبرة، أو الاعتقاد والادعاء أننا نفهم في كل شي ولا نحتاج إلى خبرات أجنبية. وللحق وتحرياً للموضوعية بذلت هيئة السياحة وما تزال جهوداً كبيرة لأحياء المواقع الأثرية وتوظيفها سياحياً مستعينة بخبرات محلية وأجنبية متخصصة، كما أنها تعمل على إعداد كوادر بشرية مدربة ومتخصصة في الإدارة والإرشاد السياحي، فلابد من الإشادة بهم والشد على أيديهم، فالمهنية الصحافية تقتضي إبراز الإيجابيات وتسليط الضوء على السلبيات خدمة للصالح العام ونشراً للوعي ورفعاً للفكر والثقافة العامة.
وحتى لا يكون الحديث مجرد تنظير وأحكام عامة، أذكر ما حدث لي قبل أيام في أحد المجمعات التجارية في العاصمة. فقد دلفت إحداها قصد التبضع والترفيه معاً، واتجهت بدءاً إلى أحد المقاهي هناك لكني فوجئت بالنادل يعتذر لي بأن المقهى للعوائل فقط، قبلت اعتذاره واتجهت إلى مقهى ثانٍ ثم ثالث وكانت العبارة واحدة، المقاهي فقط للعوائل. الوقت صباحاً والأيام أيام عيد الفطر المبارك فإن قبلنا على مضض هذه المسألة، افلا يكون لأيام العيد ووقت الصباح استثناء خاصة وأن الحركة في السوق كانت جيدة دون أن تكون مزدحمة، ثم نأتي بعد ذلك ونحدث الجمهور عن السياحة الداخلية أو سياحة التسوق على أقل تقدير!!. وبالمناسبة، لم أجد في هذا المجمع وهو الأحدث حسب علمي في شمال العاصمة أي نشاط غير البيع والشراء على قلتهما في ذلك التوقيت.
فلم يكن هناك أي حدث ترفيهي أو سياحي، كمثل محترف رسم وفن تشكيلي في وسط السوق لتدريب الأطفال وحتى الراغبين من الكبار. أو مثله للخط العربي وهو روح لغتنا الخالدة ووسيلة لرفع الذائقة الأدبية والفنية بل ووسيلة علاج مع الرسم. فكرة تقديم عروض ودروس في الطبخ في ساحات المركز (المول حسب التسمية الأجنبية) لربات البيوت والفتيات من قبل شهيرات فن الطبخ هي فكرة غائبة أو مغيبة رغم فوائدها وكسرها للوجه التجاري البحت والجاف للأسواق.
لم يكن هناك عروض فنية ولو مصغرة لإضفاء طابع ترفيهي وسياحي و(أنسنة) هذه المراكز التجارية طالما هي المتنفس الوحيد حالياً للعوائل في الصيف القائظ. غدت أراضي العاصمة تنوء بحمل عشرات مراكز التسوق المتشابهة والمستحثة للروح الاستهلاكية، دون أن تتميز بعضها أو أحدها بكونها مركز ترفيه عائلي حقيقي.
مسألة أخرى ليست بالجديدة على القراء الكرام، وهي محطات الطرق السريعة بين المدن، فسياسة السلحفاة ليست في صالح الجميع ودول الخليج المجاورة تتوفر على خدمات في هذا المجال راقية خصوصاً دولة الإمارات الشقيقة، فقط افسحوا لشركاتهم المتخصصة وغيرها في دول أخرى المجال وسنرى الفارق سريعاً ولندع مبدأ إعادة اختراع العجلة، فالناس كلت وملت بل وعانت المر من وضع تلك المحطات المزري على الطرق، فماذا نقول للحجاج والمعتمرين العرب والأجانب وبأي إجابة نرد عليهم؟!.
الحديث عن السياحة لا يكفيه حيز صغير كمقالي هذا، وإنما الحر تكفيه الإشارة، ورأس الهرم في هذا البلد الطيب يسعد بالنصح وهذه شيم الكبار، فأحرى بمن دونه قبول النصح والنقد. والله من وراء القصد،،،
وغيرها لإيجاد أجواء سياحية فعلية وخلق صناعة سياحية احترافية يمكن أن تبقي نسبة من المواطنين ولا نقول جميعهم فتلك مثالية يحسن بنا تركها، أقول لإبقاء نسبة من المواطنين وتشجيع المقيمين للاستفادة والترويح عن النفس والسياحة في المملكة.
وإن كان هذا مطلباً على مدار العام فإنه في مناسبات كالأعياد أكثر إلحاحاً، فلا يخفى أن احتفالات العيد في معظم مدننا نمطية رتيبة تنقصها الحيوية والتجديد. إن الجمهور لم يعد يتقبل أي منتج سياحي يعرض عليه كيفما اتفق بحكم أن السفر للخارج تضاعفت وتيرته وأصبح عادة لدى شرائح كبيرة من الشعب السعودي، فاطلعوا وشاهدوا في دول عديدة من العالم على معالم ومهرجانات سياحية رفعت من معاييرهم وذائقتهم السياحية.
السياحة شأنها شان أي قطاع آخر تتطلب المهنية والاحترافية ولا يجدي نفعاً الاجتهاد دون دراية وخبرة، أو الاعتقاد والادعاء أننا نفهم في كل شي ولا نحتاج إلى خبرات أجنبية. وللحق وتحرياً للموضوعية بذلت هيئة السياحة وما تزال جهوداً كبيرة لأحياء المواقع الأثرية وتوظيفها سياحياً مستعينة بخبرات محلية وأجنبية متخصصة، كما أنها تعمل على إعداد كوادر بشرية مدربة ومتخصصة في الإدارة والإرشاد السياحي، فلابد من الإشادة بهم والشد على أيديهم، فالمهنية الصحافية تقتضي إبراز الإيجابيات وتسليط الضوء على السلبيات خدمة للصالح العام ونشراً للوعي ورفعاً للفكر والثقافة العامة.
وحتى لا يكون الحديث مجرد تنظير وأحكام عامة، أذكر ما حدث لي قبل أيام في أحد المجمعات التجارية في العاصمة. فقد دلفت إحداها قصد التبضع والترفيه معاً، واتجهت بدءاً إلى أحد المقاهي هناك لكني فوجئت بالنادل يعتذر لي بأن المقهى للعوائل فقط، قبلت اعتذاره واتجهت إلى مقهى ثانٍ ثم ثالث وكانت العبارة واحدة، المقاهي فقط للعوائل. الوقت صباحاً والأيام أيام عيد الفطر المبارك فإن قبلنا على مضض هذه المسألة، افلا يكون لأيام العيد ووقت الصباح استثناء خاصة وأن الحركة في السوق كانت جيدة دون أن تكون مزدحمة، ثم نأتي بعد ذلك ونحدث الجمهور عن السياحة الداخلية أو سياحة التسوق على أقل تقدير!!. وبالمناسبة، لم أجد في هذا المجمع وهو الأحدث حسب علمي في شمال العاصمة أي نشاط غير البيع والشراء على قلتهما في ذلك التوقيت.
فلم يكن هناك أي حدث ترفيهي أو سياحي، كمثل محترف رسم وفن تشكيلي في وسط السوق لتدريب الأطفال وحتى الراغبين من الكبار. أو مثله للخط العربي وهو روح لغتنا الخالدة ووسيلة لرفع الذائقة الأدبية والفنية بل ووسيلة علاج مع الرسم. فكرة تقديم عروض ودروس في الطبخ في ساحات المركز (المول حسب التسمية الأجنبية) لربات البيوت والفتيات من قبل شهيرات فن الطبخ هي فكرة غائبة أو مغيبة رغم فوائدها وكسرها للوجه التجاري البحت والجاف للأسواق.
لم يكن هناك عروض فنية ولو مصغرة لإضفاء طابع ترفيهي وسياحي و(أنسنة) هذه المراكز التجارية طالما هي المتنفس الوحيد حالياً للعوائل في الصيف القائظ. غدت أراضي العاصمة تنوء بحمل عشرات مراكز التسوق المتشابهة والمستحثة للروح الاستهلاكية، دون أن تتميز بعضها أو أحدها بكونها مركز ترفيه عائلي حقيقي.
مسألة أخرى ليست بالجديدة على القراء الكرام، وهي محطات الطرق السريعة بين المدن، فسياسة السلحفاة ليست في صالح الجميع ودول الخليج المجاورة تتوفر على خدمات في هذا المجال راقية خصوصاً دولة الإمارات الشقيقة، فقط افسحوا لشركاتهم المتخصصة وغيرها في دول أخرى المجال وسنرى الفارق سريعاً ولندع مبدأ إعادة اختراع العجلة، فالناس كلت وملت بل وعانت المر من وضع تلك المحطات المزري على الطرق، فماذا نقول للحجاج والمعتمرين العرب والأجانب وبأي إجابة نرد عليهم؟!.
الحديث عن السياحة لا يكفيه حيز صغير كمقالي هذا، وإنما الحر تكفيه الإشارة، ورأس الهرم في هذا البلد الطيب يسعد بالنصح وهذه شيم الكبار، فأحرى بمن دونه قبول النصح والنقد. والله من وراء القصد،،،