عمر إبراهيم الرشيد
أيام وتنتهي الإجازة المدرسية والجامعية الصيفية ويحل عام دراسي جديد، لتعود البيوت والأسر إلى رزنامتها المنتظمة بعد انقلابها رأساً على عقب، ويعود الطلاب والطالبات إلى مقاعد دراستهم، قبل أن تنقطع الدراسة من جديد في إجازة الحج وعيد الأضحى المبارك. ولعل هذا مدخل إلى حديثي إلى معالي وزير التعليم، وهو أمنيات ونصح في نفس الوقت بما أنه الوزير النشط والمتقبل لكل انتقاد أو نصح يهدف إلى الصالح العام وخير هذا البلد الطيب.
فأقول والله من وراء المقصد، ألم يحن الوقت لمراجعة التقويم الدراسي بهدف ترشيد الإجازات السخية التي تقطع على الطلاب تركيزهم وتحصيلهم الدراسي، وتفضي إلى تنامي الكسل والدعة وقلة الإنتاج، عدا عن التوقفات لأدنى هبة غبار أو رشة مطر، والتي وإن كان الهدف منها الحماية وتجنب الفوضى والزحام، إلا أنها نمت روح الكسل وصارت حجة للغياب برغم أهميتها لمن هم بحاجة لذلك التوقف مثل أصحاب الربو والحساسية شفاهم الله تعالى.
أما الأمر الثاني فهو نسبة توفر المدارس الحكومية بالمقارنة مع الأهلية، وهنا أسوق مثالاً صادما، فأنا أسكن شمال العاصمة ومازلت أعاني من عدم توفر مدارس حكومية تليق بإمكانيات وزارة التربية التي تتوفر على ميزانية هي من بين الأعلى عالمياً، فالمدارس قليلة جداً مع تدني مستوى الموجودة أصلاً. عدا عن أن هناك مدارس عمرت نصف بناء ثم تركت هياكل خرسانية ميتة وهي بالتحديد في حي التعاون وسكان الحي يعرفونها تماماً وهي على حالها منذ سنوات عدة، فأين مليارات الوزارة التي جادت بها الحكومة عن هكذا مدارس لا تطلب الا القليل حتى تفتح أبوابها للتلاميذ؟!. أسوق هذا للوزير الموقر وهو الذي يطلب النصح والمشورة والنقد البناء وهذا واجبه، فقدوته في ذلك رأس هرم هذه البلاد حين قال (رحم الله امرءاً أهدى اليّ عيوبي).. وأسوق إلى الوزير تساؤلاً آمل الحصول على إجابة شافية له وهو لصالح من يترك شمال العاصمة تحديداً لشره أرباب المدارس الأهلية وشركات الربح الفاحش (التعليمية) ليكون لها الغلبة والانتشار، على حساب المدارس الحكومية تواجداً وانتشاراً؟!.. وكلي أمل وثقة بأن الوزير ماض في القضاء على مكامن الخلل والفساد في وزارته ومنها هذه القضية.
الأمر الثالث، قضية القضايا كذلك وهي التغذية المدرسية، فوجود مايسمى بالمقصف بما يبيعه للطلاب والطالبات من وجبات بعيدة عن التغذية الصحيحة أمر يجدر بالوزير حسمه، وهنا أقول ومن وجهة نظر شخصية، لابد من التعاقد مع شركات عالمية متخصصة مشهود لها في مجالها. وسبق أن كتبت عن هذا وذكرت أنه في فترة النصف الثاني من السبعينات وحتى بداية الثمانينات كانت الوزارة توفر لنا في ذلك الوقت وجبات بأعلى المعايير الغذائية وبالمجان، وكان في كل مدرسة صالة طعام كبيرة لهذا الغرض تماماً كما في المدارس الأمريكية والأوروبية، أفلا يمكن إعادة مثل هذا التنظيم المدرسي وميزانية الوزارة تبلغ أضعاف ميزانيتها مضاعفة قبل ثلاثين عاماً.
هنا، لايفوتني أن أشد على يد الوزير على مبادرته بعقد اتفاقيات الابتعاث مع التوظيف، مع جهات حكومية وخدمية عديدة، في خطوة تمنح الشباب والشابات الأمان النفسي والوظيفي ومن ثم تساعد على تميز وإبداع كثير منهم في تخصصاتهم، وتقصر مسافات الانتظار المشوب بالقلق والخوف لدى شبابنا وبناتنا في البحث عن فرصة العمل والوظيفة.. هذه خطوة جبارة حقيقة يشكر عليها الوزير وليتها طبقت منذ بدايات برنامج الابتعاث.
ذكرت بعض ما يقلقنا كأولياء أمور وأرباب أسر ولعل غيري لديه أيضاً ما يحرص على إيصاله لمعالي الوزير بشتى الطرق ومنها برامج التواصل الاجتماعي الذي ينشط فيها الوزير كما هو معلوم، وهذه ديناميكية تسهم في خدمة هذا القطاع الأساسي والبلد والمجتمع بشكل عام. أدعو الله أن يصبح قطاع التعليم لدينا من الأفضل عالمياً وأن يوفق أبناءنا وبناتنا ومعلمينا، وأن يوفق الوزير لخدمة وطنه ومجتمعه.
والله من وراء القصد،،،