يوسف بن محمد العتيق
يكون بين يديك كتاب تراثي فقهي يتحدث عن الصلاة أو الحج أو الصوم، وتقرأه لتتعلم أموراً مهمة تحتاجها في عبادتك، وهذا مطلوب، لكن يمنع أن تكون لديك النية المزدوجة فتقرأ للتفقه في الدين، وتبحث في زوايا هذا الكتاب عن معلومات تهمك في جوانب تاريخية أو اقتصادية أو اجتماعية.
يذكر غير واحد من الباحثين أن كتب الفقه لا تخلو من إشارات مهمة في جوانب غير فقهية، فمثلاً هناك كتب تتحدث عن الصلاة، ثم تجد في تضاعيفها معلومات عن تاريخ المساجد ومن تولى الإمامة في هذا المسجد، فتكون إشارات مهمة لمعلومات تاريخية أو اجتماعية أو اقتصادية.
ومن الطرائف أن بعض كتب الفقه التي تحدثت عن الحج قال مؤلف لمن أراد الحج (ويقبّل الحجر الأسود إن وجد) يعني إن كان الحجر الأسود موجوداً في الكعبة، وسبب هذه الجملة التي قد تبدو غريبة أن مؤلف هذا الكتاب ألف كتابه وقت ما كان الحجر الأسود مسروقاً من قبل القرامطة، وليس في علم المؤلف أن الحجر الأسود سيعود أم لا.
ومثل ذلك كتب الحج الأخرى فهي تتحدث عن تاريخ الجزيرة العربية ثم بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية مع أن ظاهرها أنها تناقش ركناً من أركان الإسلام وهو الحج.
والشاهد هنا أن الكتب التراثية ألفت على نظام الموسوعات التي تحوي الكثير من الجوانب ولا تقتصر على الموضوع الرئيس للكتاب وهو الأهم.. تذكر هذا وأنت تقرأ كتباً تناقش بعض العبادات والأحكام الشرعية.