يوسف بن محمد العتيق
على أهمية القلم في توثيق الصورة إلا أن العدسة في بعض الأحيان تنافسه وتتفوق عليه، فعلى سبيل المثال قد يصف أحد الكتاب معلما تراثيا في عدة صفحات، ثم يأتي مصور فيلتقط لهذا المعلم صورة، فتكون الصورة حاضرة عند المؤرخين بل منافسة.
في السنوات الأخيرة برزجيل كبير من الشباب في مجال التصوير وأبدعوا في ذلك وتفننوا بين صور المعالم التراثية، والصور التوثيقية من الجو إضافة إلى الأرض.
المصور المبدع مؤرخ وطني بامتياز من المصورين من وثق الأماكن، ومنهم من وثق الحرف والمهارات التقليدية بصورهم.
الصورة تتفوق على القلم في أماكن لكن يبقى القلم سيد الموقف في التوثيق، وتتفوق الصورة على النص المكتوب في سرعة الانتشار، وبخاصة إذا كان الحديث عن المعالم، وأما الحديث عن الأحداث التاريخية فإن الجميع يفسح المجال للقلم ويرعيه السمع والبصر.
لسنا هنا بصدد زرع الخلاف بين المؤرخ بالقلم والمؤرخ بالصورة، فكلهم يكمل الآخر، وكلهم جند في ساحة التوثيق، وإن كان المؤرخ التصوير شاهدنا له في الآونة الأخيرة صورا حققت مراكز متقدمة في جوائز محلية وعالمية، وهي في محصلتها صورة لموقع تاريخي ارتبط الناس به وجدانيا وروحانيا منذ عقود بل قرون.
وهنا دعوة ورجاء وأمل لمصورينا الكرام بأن يضاعفوا الهمة في توثيق مقدرات الوطن التاريخية، وأن يكون لها الأولوية لكونها تجمع بين التصوير والتوثيق لهذا الوطن الكريم.
وأتذكر هنا بمزيد من الفخر أن بعضا من الصور لمواقع وطنية وتاريخية حصدت جوائز محلية وعالمية، مما يجعلنا نفخر بمصورينا الذين أكدوا أن هذا الباب من أبواب التصوير باب سندخل من خلاله ـ بحول الله ـ إلى عالم الجوائز والتكريم، والأهم من ذلك كله التعريف بوطننا الغالي المملكة العربية السعودية.
واليوم ونحن نتحدث في الوراق عن بعض مصورينا من الشباب نأمل أن يكون التوفيق حليفهم في خدمة تاريخ هذا الوطن، لأن مصوري هذا الوطن هم جزء مهم لا يتجزأ من مشهده الثقافي.