علي عبدالله المفضي
من أروع ما في الشعر أنه يقول الكثير من المعنى بالقليل من الحروف، وقد أصاب من قال: (إن الشعر أسطورة مختزلة)، ومن أجل ذلك كان لبيت القصيد ذلك الخلود في ذاكرة الشعر، وقد نقرأ قصيدة تتكون من أبيات كثيرة ونتوقف عند بيت معين ونصفق لشاعره كثيراً، ويرسخ في ذاكرتنا وربما لو تمهل شاعر تلك القصيدة لرسخت كل قصيدته في الذاكرة وانتج لنا القصيدة التي نحلم نحن وهو بإنجازها، وأقصد هنا القصيدة المتكاملة التي لو أسقطت منها بيتا سقطت كلها.
ولأن العبرة في الشعر إيصال الكثير من المشاعر بالقليل من الشعر قال من سبقنا: (إن البلاغة إجاعة اللفظ وإشباع المعنى)، وقد كان التنافس في زمن مضى على الإطالة والإسهاب الذي يخرج الشعر من اجمل قيمه وسماته الرائعة وهي البعد عن الحشو الممل، ومع سرعة عجلة الوقت وكثرة المشاعل أو الانشغال بات من المهم إعطاء المتلقي جرعة أقل في العدد وابلغ في الأثر، وربما كان لكثير مما يطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي سرعة الوصول ورسوخ المضمون في عقل وقلب المتلقي، وقد كان لزاوية (نبرة شجن) أثر كبير واهتمام لافت لدى متابعي (مدارات شعبية) ولسنوات طويلة.
وقفة
لراكان بن حثلين:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والعلم يكفي صامله عن كثيره