محمد الشهري
عندما قررنا الابتكار تفتقت عبقريتنا عن ابتكار ذلك المسخ الذي أسمينا «المربع الذهبي» لا من أجل الرفع من مستوى الأداء، وإذكاء روح التنافس وفق المنطق.. وإنما من أجل كبح جماح الفرق المؤهلة والقادرة على تحقيق البطولة، وبالتالي إيجاد مواطئ أقدام للأقل حظاً وأهلية على منصات التتويج فيما لو ظلت الأمور تسير في مجاريها الطبيعية، وهو ما تحقق فعلاً عبر العديد من الوقائع المضحكة، حتى إن التعديلات الموسمية العديدة التي ظلت تُجرى عليه كي يحظى ولو بالحد الأدنى من المنطق قد فشلت جميعها، لهذا وجدنا أنه لا مناص من العودة إلى الجادة، ولكن بعد ماذا؟!
** وعندما قررنا ولوج عالم الاحتراف، لم نلجه من الباب، وإنما ولجناه من النافذة، أي دخلنا بالعرض، بدليل أننا شارفنا على انقضاء عقدين من الزمان على تطبيقه، ومع ذلك لا نزال نماس عمليات الحذف تارات، والإضافات تارات أخرى، والعجيب أن ذلك يُجرى في صلب مواد أساسية يُفترض أنه تم البناء عليها؟!
** وحين أُرغِمنا على خوض غمار تجربة الديمقراطية في سبيل إيجاد إدارة منتخبة لكرتنا وتمكينها من القيام بمهامها مثل العالم والناس، تبيَّن أنه لم يكن يعنينا نجاح التجربة وتحقيق الهدف منها، بقدر ما كان يعنينا الظفر بالمغانم والاستحواذ على الصلاحيات والمقدرات، لهذا تعاملنا مع المسألة على طريقة (شيلني واشيلك) التي كان من ثمارها بقاء المنتخب بلا مدرب، ناهيك عن بروز بعض الظواهر السيئة التي أضافت المزيد من السوءات إلى سوءاتنا السابقة التي كنا ننتظر زوالها أو الحد منها على أقل تقدير؟!
** بالمناسبة: خلال عرض إحدى حلقات البرنامج الرمضاني (فوانيس)، وكان من ضمن ضيوف الحلقة أحد أكثر أعضاء اتحاد اللعبة نفوذاً، بل يقال إنه الآمر الناهي الفعلي.. حين سُئل عن أسباب إخفاق الأستاذ أحمد عيد في تحقيق ما وعد به انتخابياً قال: لأن الأستاذ أحمد لم يكن يعلم شيئاً عن الأعضاء الذين سيعملون معه، وهنا أترك لفطنتكم تفسير هذا التبرير، وإن كان تفسيره منه وفيه؟!!
** وأخيراً وليس آخراً، وحينما فكرنا في التقليد، فشلنا كالعادة في اختيار الإنموذج الأقرب والأنسب لواقعنا لكي تتحقق الفائدة.. بل (نطّينا) لرأس الهرم، وأعني إقامة مباراة السوبر بين الهلال والنصر في لندن محاكاة لبعض الفرق الأوربية الكبرى التي لا تتخذ أي خطوة لتنفيذ أي فكرة إلاّ بعد إجراء دراسة معمقة تضمن لها نجاح الفكرة، معتمدة في ذلك على ما تمتلكه من عناصر ومن مقومات تسويقية وترويجية، فما عسانا نمتلك من تلك العناصر والمقومات التي راهن عليها (الجهبذ) صاحب فكرة إقامة السوبر في لندن؟!!
** دعوكم من قائمة المغريات التي تحدثوا عنها، فالحقيقة أن المنافع من وراء تنفيذ الفكرة لا تزيد عن اثنتين (خاصة)، إحداهما آنية وهي التمتع بجولة سياحية مجانية، والأخرى مستقبلية تتمثّل في اعتبارها واحدة من المنجزات والمآثر المتحققه في عهد اتحاد عيد؟!!
** خلاصة القول: في وضعنا الراهن ينطبق علينا المثل الدارج الذي يقول: (جبتك يا عبد المعين تعينني، لقيتك يا عبد المعين تنعان).