محمد الشهري
هي أيام قلائل تفصلنا عن عودة عجلة أنشطتنا الرياضية الموسمية للدوران مجدداً، بعد أن تمتع الجميع بفترة راحة كافية، بل كفيلة - كما هو المفترض - بالعودة إلى الركض والعطاء بهمّة ونشاط، وبرغبة قوية، ونفسيات مفتوحة ومتفتحة لخوض غمار التنافسات وتحقيق النتائج المرجوة التي من شأنها طمأنة العشاق، وبث روح التفاؤل في أوساطهم.. لا سيما وقد تم التحضير للموسم الجديد من خلال إقامة المعسكرات خارج الحدود، وإجراء العديد من اللقاءات التجريبية لكل فريق.
** والمؤمل أن يخلو موسمنا القادم من بعض الظواهر و(البدع) الضّارة التي عكّرت صفو موسمنا الماضي والذي سبقه، سواء ما يتعلق بالتحكيم وكوارثه، أو ما يخص الجهات الأخرى ذات العلاقة من لجان وغيرها، والأهم الحدّ من (اختراعات) اتحاد اللعبة التي عادة ما يتحفنا بها بين الفينة والأخرى؟!.
** كذلك لابد من التوقف عند ( معضلة ) البرامج الرياضية التلفازية باعتبارها من أهم العوامل المساهمة في إذكاء روح التنافر والشحناء، والرفع من معدل التباغض بين شرائح المجتمع الرياضي بشكل لم يسبق له مثيل، إن لم تكن أهمّها.. ففي تقديري أنه يجب، وأشدّد على (يجب) إجراء دراسة على أيدي متخصصين (تبرأ بهم الذمة) لتقييم مدى تأثير تلك البرامج التي اتخذت وتتخذ من رياضتنا وجماهيرها (مطايا) لتحقيق مكاسب ومنافع خاصة، وأن تشمل الدراسة كافة البرامج التي (تتلهّى) برياضتنا وقضاياها بصرف النظر عما إذا كانت القنوات التي تتعهد وتبث تلك البرامج رسمية أم تجارية، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر؟!.
** ولعل اللافت للنظر هو انخفاض معدل (الهياط الأصفر) الذي عادة ما يسبق بدء كل موسم، باستثناء عودة (عاشق الفلاشات) هذه الأيام إلى الواجهة لممارسة هوايته المعتادة.. ولا أعلم إن كان مبعث هذا الانخفاض (حِكمة)، أم شح الموارد التي تغذي مثل هذه الممارسات عادة، أم أنها القناعة بأن هذا النوع من البضاعة لم يعد يؤتي أكله؟!.
** عموماً: هناك من المتابعين من يفسر الحالة على أنها بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، بينما هناك من يفسرها على أنها ترجمة للواقع على طريقة (ليالي العيد تبان من عصاريها) وفي كلتا الحالتين ما علينا سوى الانتظار والترقب، فلربما يكون موسمنا القادم من أنجح المواسم - إن شاء الله -.