د. عبد الله المعيلي
تنظيم «داعش» مجرد بردعة، والبردعة غطاء كثيف محشو بالتبن يكسى بقطعة من القماش، يشد بحبل طويل من الليف، يوضع على ظهر الحمار عند الركوب عليه، وعلى الرغم من أن الحمار أهم من البردعة، إلا أنه جرت العادة أن الذي لا يقدر على ضرب الحمار، يضرب البردعة، وليس في هذا شطارة؛ فالبردعة جماد لا إحساس فيه ولا شعور، وداعش مجرد بردعة تافهة حقيرة، لا إحساس لدى أفرادها ولا شعور، فهم آلة صماء صنعت لتؤدي دورها المأمول مجردة من العواطف الإنسانية، و القيم البشرية، حتى وصلت بهم الحال إلى مستوى أضل من الحيوانات، بل تفوقوا على الحيوانات في درجات التوحش والبغي.
وداعش لم تتكون بذاتها، ولم تنشأ فجأة، بل هناك من صنعها، ومازال يقف وراء إجرامها، فمن الحمار الذي صنع هذه البردعة القذرة النجسة، والتي صورتها بكل سذاجة وإصرار ومبالغة قناة (إم بي سي) من خلال بعض حلقات (سيلفي) على أنها منظمة إرهابية سنية متوحشة، لا قيم عندها ولا مبادئ ولا أخلاق، والسنة منها براء، بل إن هذا الاعتقاد يكاد يكون يقينا عند فئة من المفكرين الذين يناصبون العداء كل مظاهر السلوك الظاهري للمتدينين السنة تحديدا، وبالتالي فهم ليسوا على استعداد لتقصي المؤامرة التي استدرجت شباب السنة السذج، وجندتهم ليقوموا بالدور القذر المتمثل في التفجير والقتل والتكفير.
خطل فكري، وعمى بصيرة هيمنا على عقول البعض، فلم تعد ترى تلك العقول الحقائق رغم وضوحها، وبجاحة صانعيها الذين أعلنوا بكل صراحة ووضوح من الذي صنع داعش، ومن هو خليفة المسلمين المزعوم المدعو أبو بكر البغدادي، إنه الخليفة «سيمون إليوت» اليهودي المنشأ والتكوين، الممثل الذي تقمص شخصية خليفة المسلمين في شكلها الظاهر، وشيء من مضامين خطابها الديني تحديداً.
استعرضت قناة «القاهرة والناس» تقريرا نشره المواقع الأمريكي Veterans Today قال فيه: إن أمير داعش في العراق أبو بكر البغدادي ليس إلا عميلاً للموساد الإسرائيلي اسمه «سيمون إليوت» تم تدريبه ليرأس تنظيم داعش بهدف نشر فوضى بالدول العربية.. وأكد أن البغدادي ولد لأبوين يهوديين والتقطته المخابرات الإسرائيلية، ليحصل على تدريب في التجسس، وتم زرعه في إحدى الدول العربية ليقيم تنظيم داعش لنشر الفوضى واستدل الموقع بتصريحات «سنودن» الذي سرب تفاصيل برامج التجسس الأمريكية، من أن تنظيم داعش ما هو إلا نتاج خطة أمريكية وإسرائيلية وبريطانية تهدف إلى جمع متطرفي العالم، داخل تنظيم واحد، لنشر فوضى في الشرق الأوسط.
لم يتردد مكتب «الخدمات السرية للمخابرات الإسرائيلية» i.s.i.s ، من دوره في صناعة داعش والمدعو البغدادي، بل إنهم يتبجحون بذلك ويعدونه من أوجه النجاحات للمكتب، الأمر لم يعد سرا، فقد سربت (إدورد سنودن) وثائق تؤكد ذلك، كما كتبت عن ذلك صحف فرنسية، إلا أن رجالاً يهود في أمريكا لا سيما السناتور اليهودي الإرهابي (جون مكين) ما كان ليسمح أن ينشر علنا وعلى نطاق واسع.
علنت الجهات التي صنعت داعش والخليفة المزعوم صراحة عن مواقفها وغاياتها، لكن للأسف لم نسمع عن موقف رسمي للإعلام العربي من هذه البجاحة الاستخبارية، والعبث السافر الذي يهدف إلى زعزعة الأمن الاجتماعي والسلم في المجتمعات العربية التي غدت مسرحاً مباحا للقتل والتفجير والتكفير من شتى الملل والمذاهب.
يجب أن يكون لمؤسسات الإعلام العربي الرسمي موقفاً من صانعي داعش وخليفة المسلمين المزعوم اليهودي «سيمون إليوت» وأن تتكاتف الجهود وتكثف لتوعية الشباب بحقيقة داعش ومن وراءها الذين لا يريدون ببلداننا خيراً.