د. خيرية السقاف
حتى الخضار التي نأكلها يمكن أن تكون كالإنسان،..
كيف..؟
ولأنّ الإنسان كلما زاد كمده ازدادت مرارته، فإنّ المرارة في واقع الطبيعة سموم،!!
وحين تتعرّض الخضروات من فصيلة العائلة القرعية « القرع، والخيار، والكوسا» لضغوط ما فإنها سوف «تفرز سمومها»،!!
هكذا قال خبراء في التغذية، وهم يصفون المرارة التي تنبعث من «الكوسا» التي تؤكد خبرة الأمهات بأنها تفيد الصغار فيُطَعمنهم وجبات مستديمة منها، كما إنها تفيد الكبار حين يجعلونها وجبة رئيسة في بعض أيامهم لاحتوائها بعضاً من الفيتامينات الأساس لجسم الإنسان، كلنا نعرف هذا..
ومع ذلك فإنّ هؤلاء الخبراء قد حذروا من تناولها حين تكون مرَّة الطعم، لأنها كما يقولون:
« قد تحتوي على مجموعة من السموم الطبيعية المعروفة باسم كوكربيتاسين»، ويضيفون : « والسموم هي التي تعطي المذاق المر»، وهذه المرارة «تتسبب في عدة مشاكل صحية منها القيء، وتقلصات المعدة، والإسهال، وقد يصل متناولها إلى حد الموت».!!
استفاضة في التحذير وإيضاحاً فإنّ «خبراء الزراعة يعتقدون بأنّ الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وقلة الأمطار، عرض النباتات لضغط شديد هذا العام». وأنّ هذا الضغط بدوره هو سبب المرارة التي تُعَد سموماً، رأت هذا مديرة الفحص الكيميائي في شتوتغارت ( ماريا روث) ولذا قالت: «إنّ الخضراوات كالإنسان تماماً قد تتعرض لضغوط تجعلها تخرج السموم».!!
ما يدهش في أمر الكوسا، ومرارتها ومن في فصيلتها أنها تشبه الإنسان، تماماً تشبهه في حال شبيه بحالها، جفاف، وصيف حارق، وحروب، ودمار، وموت، وفناء، وشتات، وضياع.. وقلة حيلة مرارة مرارة،... سموم سموم..!
فالموت بالكوسا المرة السامة بالضغوط، والكمد، يشبه ما يصاب به الإنسان الواقع في ضغوط الانهزام، والقهر من المرارة ذاتها، تلك التي تصبح فيه، وعنه سامة، قاهرة، مميتة..!!
قواسمَ مشتركة في طبيعة الخلق بشراً، وزرعاً ..!!
ولو خضعت كل الكائنات للفحص، لوجدناها تؤوب للطبيعة ذاتها في سُنَّة الخلْق العظيم..
فتنبّهوا أن تصيبوا إنساناً بضغوط تحيل دخيلته لمرَّة، لأنّ المرارة علامة السموم،
والسموم قاتلة للمصاب بها، ولمن يتجرّعها في كأس يمدها إليه، إذ تكفي مرارة الواقع الذي يعيشه البشر...!!
وثمة علامة تحذير في هذا الزمهرير الحارق تشير إليكم أن تعفوا وجباتكم من الكوسا المرّة..!
وكذلك أن تعفوا أنفسكم من الناس ذوي النفوس المرّة،...
فالناس فوق الأرض تمر بضغوط هذا المشهد من تبدُّل في المناخ، وتبدُّل في أحوال البشر..
فاللهم لطفك الخفي لكل ما لا يخفى عليك من أحوال الذي، والذين خلقتَ، تباركت يا أحسن الخالقين.