مهدي العبار العنزي
رغم أن الإسلام بسماحته وعفويته وعلو شأنه اهتم بتربية العقل لأنه ببساطة يهدف إلى تنميته وقدرته على التفكير السليم الذي لا تشوبه الشوائب واستقلال طاقته في الإبداع والابتكار وجلب الخير ونبذ الشر. ولكن ومع كل الأسف أن هناك في عالمنا الاسلامي بعض من تعمد تعطيل العقول مع إدراكهم أن في ذلك معارضه صريحة للأصول العلمية والموضوعية التي دعا إليها الإسلام. وأصبح كثيراً من الناس يصدقون كل شيء ويتعلقون به بما في ذلك الأخبار التي يروج لها الإعلام المعادي للدين والعقيدة وبعض هذه الوسائل عربية الاسم مع شديد المرارة وقد بدأوا ببث الأخبار السيئة واختاروها بعناية فائقة لإيصالها إلى أسماعنا ورغم أنها أخبار مشينة وأحداث بشعة وصور مؤلمة إلا أنهم يتعلقون بها دون التركيز على ما يبث من شائعات وأخبار مفبركة وكاذبة أيا كان مصدرها دون دراية وتدبر؟
إذا في هذه الحالة فإن من انجرف خلف تلك الوسائل يسير دون عقل سليم ولم يدرك خطورتها وينتظر أن هناك فوائد مرجوة فهل من يقتلون الناس بغير حق يملكون العقول؟ وهل من يصدق الأعداء الذين نجحوا بغفلة منا في إشعال نيران الفتن واستخدموا أبناءنا ليكونوا مطايا للشر وتنفيذ مخططاتهم، لقد كرسوا من خلال إعلامهم ومن يصدقهم الجهل والتخلف والبطولات الوهمية والخرافات والأوهام والتعصب والتطرف وتعطيل العقول من اتخاذ القرارات الهادفة التي تبني ولا تهدم والتي تدرك أهمية الإنسان ومكانته وكرامته وتنمية عقله ليكون سليما صافيا يميز بين الحق وإرجافات المرجفين العقل الذي يفكر في إيجاد القوة والعزة والرفعة.
فهل حان الوقت لتنمية العقول لبناء أجيال تتحمل المسؤولية وتفرق بين العدو والصديق أن ذلك ليس على الله بعزيز.