فهد بن جليد
في (الثالث العشرين) من فبراير الماضي، طرحت هنا سؤالاً لم أجد إجابة عليه حتى اليوم؟ وهو « ما الذي يجعل بعض المستشفيات الخاصة، تُخفي اكتشاف ( فيروس كورونا) لدى بعض المرضى من مراجعيها؟».
طالبت حينها وزارة الصحة، بالتعامل معنا (بشفافية) في حال كان الأمر حقيقة، وإعلان أسماء المُستشفيات (المتورطة) في هذا الأمر؟ و وتواريخ الحالات، وأن لا تنتهج ذات الأسلوب في إخفاء المعلومة عن الرأي العام، خصوصاً وأن القضاء على الفيروس يحتاج تضافر الجهود!.
بعد نحو 174 يوماً، كشفت وزارة الصحة عن (نصف الحقيقة) ولكن بطريقتها الخاصة، عندما قالت الدكتورة (تمارا طيب) رئيس فريق مكافحة إيبولا أن مستشفى خارج دائرة وزارة الصحة، وراء تفشي كورونا في الرياض!.
أفهم أن المقصود مستشفى حكومي آخر - لا يتبع للصحة -؟ ولكن ماذا عن النصف الأهم من الحقيقة، عندما تورطت (مستشفيات خاصة) في تفشي المرض في وقت سابقا، وانتهجت الصحة (لغة الصمت) حينها، مع تواتر أخبار تتحدث عن إغلاق بعض المستشفيات لهذا السبب؟!.
قد أكون مُخطئا، ولكن ما أشعر به أن وزارة الصحة، تستعرض عضلاتها على مستشفيات حكومية لا تتبع لها؟ وإلا ما تفسير (الصمت) عن المستشفيات الخاصة؟!.
برأيي أن أهم عائق يمنع القضاء على الفيروس - حتى الآن - هو وضع حاجز بين وزارة الصحة، وبين المواطن، في البرامج الوقائية، وإن كان نهج نشر أخبار الاصابات، يشبه إلى حد كبير (تحليل القسم)، وكأن الوزارة لا تريد قطع (شعرة معاوية) بينها وبين الرأي العام ؟!.
لا أعرف لمصلحة من تعمل وزارة الصحة لوحدها؟ بعيداً عن المواطن؟ الذي هو أساس حل المشكلة، أخبار (كورونا) ليست كلها مُخيفة؟ لا نحتاج مجرد إحصائيات، دون تحليل وقراءة تبين أسباب الإصابة؟ وأماكنها؟ وكيفية العلاج والتدخل؟!.
نحن مقبلون على موسم الحج، والعودة للمدارس؟!
ما نحتاجه أن تتحدث وزارة الصحة مع المواطن العادي ( بلغة بسيطة ) يفهمها ويتفاعل معها، بشكل صحيح، بدلاً من تعاطيه مع شائعات ( كورونا ) التي تطاردنا في كل موسم ؟!
تخيل أن (الإبل) المُتهم الرئيس، مازال الحديث عنها (بلغة) غير مفهومه؟ وغير واضحة؟ وغير قطعية ؟!.
(يهمزون و يلمزون) ولا أحد يُصدق؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.