محمد المنيف
قبل أيام قرأت خبراً عن استعادة مجموعة من الأعمال الفنية المسروقة من بينها لوحة من أعمال الرسام بابلو بيكاسو تقدر قيمتها بمبلغ «مليون دولار». بعد أن تم تعقبها في نيويورك بالولايات المتحدة. هذا الخبر أعاد ذاكرتي سنوات طويلة إلى الفترة التي تلت تخرجي من دراسة الفنون في معهد التربية الفنية وبداية ممارستي وزملائي من خريجي المعهد من الفنانين رواد الفن التشكيلي حالياً، وما كنا نحلم به أن يكون للوحاتنا في المستقبل مثل ما يحدث للوحات الفنانين العالميين، وكان من بين ما دفعنا لهذا الشعور خبر نشر في تلك الفترة، خبر اهتزت له أسواق الفن في العالم بأسره عام 87م عندما اشترت شركة ياسودا اليابانية للتأمين لوحة (دوار الشمس) لفان جوخ الذي يعشق اليابانيون أعماله بأكثر من 36 مليون دولار.
خبر داعب مخيلتنا الشابة وطموحنا الكبير بأن نسمع يوما أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب المعنية بهذا الفن في ذلك الوقت، ستدفع ملايين الريالات لاستعادة (لوحة أحدنا) التي سرقت من معرض ما (حلم) أو أن يقام للوحة والمنحوتة السعودية متحفا يبرز رقي ذائقة مجتمعنا.
لأعود للواقع اليوم بعد أكثر من أربعين سنة من ذلك الحلم لاجد أن الاهتمام بالفن التشكيلي عند الجهات المعنية به لا زال في حدود التشجيع والترفية، فقد أصبحت لوحات الفنانين السعوديين في مهب الريح كل يتقاذفها من ناحيته ليردها إلى جهة أخرى إلا من (بعض) المسؤولين ممن يقدرون هذا الإرث الثقافي، قاموا باقتناء لوحات تشكيلية سعودية، لتجميل مقر المؤسسة التي يعملون بها، دون علمهم أن تلك اللوحات انتهت صلاحيتها بعد مغادرتهم لتلك المؤسسة، إلى حاويات الزبالة نتيجة الترميم.. وإن وجد شيء من الحفظ فهو بتغطيتها بأرفف ودواليب الملفات أو أن تجد طريقها لمستودعات التي لا يمكن تمييز ما فيها من رجيع بسبب الأتربة، كراسي وطاولات مكاتب، تم الاستغناء عنها تنتظر بيعها في المزاد (حراج بن قاسم) ولنا مع هذا الأمر الكثير من القصص والروايات التي يقف لها شعر الرأس.
ولكم أن تسالوا عن أين مقتنيات الرئاسة العامة لرعاية الشباب من لوحات ومنحوتات الفنانين الرواد التي توثق البدايات لهذا الفن. بعد هذا وغيره من القصص لا أعتب على موظف وضع إحدى اللوحات المقتناة لإحدى الدوائر الرسمية على (فتحة المكيف) قلب رأسها على عقبها لعلها ترد عنه برد الشتاء وحر الصيف.