فهد بن جليد
أمس الخميس، كان يوماً تاريخياً للجياع، عندما اعتذرت مطاعم (ماكدونالدز) الشهيرة للمجتمع الفرنسي، بعد أن صُدم من إعلان تحذيري قدمته الإدارة المحلية لسلسلة العالمية، يُحذر العاملين من إطعام المُشردين أو الجياع؟ وأنّ هذا التصرف قد يتسبب في فصل الموظف!.
القصة بدأت نهاية الشهر الماضي، عندما قدم موظفون الطعام الذي خُصص لهم، لمشردين يتضوران جوعاً، وهو ما لم يرق للإدارة، التي قامت بحظر تقديم الطعام الزائد للمُحتاجين، قائلة (إنها لا تعمل في مجال إطعام الجائعين في هذا البلد)، وهو ما أثار حفيظة الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وللخوف من تفاقم الأمور، قُدم الاعتذار على أساس أنّ الهدف (الخوف على سلامة الزبائن)، وأنّ (الصيغة التحذيرية) لم تكن موفقة!.
حتى الخواجات يعانون من الصياغة (الجِفشة)، كل جهة لها علاقة بالجمهور، عليها أن تراعي هذه المسألة كثيراً، ويمكن هنا تذّكر أفضل مثال محلي على (تعاسة الصياغة) لدينا، بقراءة اللوحة المُعلّقة على واجهة مُعظم المحلات والمطاعم تقريباً، والتي تقول صياغتها الموحدة (بأمر البلدية) يُمنع خروج العامل للسيارة!!.
الحمد لله أنّ (أوامر البلدية) أطال الله في عمرها، لا تتجاوز هذا الأمر، ولا كان علوم ؟!.
من صاغ مثل هذه العبارة لم يوفق إطلاقاً، رغم أنّ هناك عبارات ألطف، وأكثر قبولاً عند الجمهور، بعيداً عن (التسلُّط، والتأمُّر) فتطبيق النظام، يجب أن يرافقه رفق ولين، وبالمناسبة ليس عيباً أن تُزال هذه العبارة - بعد هذه السنين - ويوضع مكانها عبارة (أكثر لُطفاً) تدعو لتطبيق النظام والالتزام به!.
بالعودة لمشكلة (الفرنسيين أعلاه)، يوجد في إحدى الدول الخليجية بعض المطاعم تمنع أخذ بقايا الطعام إلى الخارج وتقديمه للمحتاجين، معتبرة أنّ ذلك ينافي اللباقة، وبرستيج المطعم الذي يقدم الأكل على (الطاولة) فقط، وربما أنقص من مكانته في (عيون الزبائن)، بل إنه يُفضل إلقاء ما يزيد من الطعام في النفايات، بدلاً من إطعام الجياع، ولا يوجد قانون من البلدية هناك (يمنح الزبون) حق الحصول على فائض الطعام!.
الأمور لدينا مازالت تخضع (للمجاملات) لحفظ النعمة والتواصي عليها بين (الزبون) وصاحب المطعم، ولكن ماذا عن النظام وأوامر البلدية ؟ بإلزام صاحب المطعم على تغليف (فائض الطعام) كحق للزبون؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.