غسان محمد علوان
بنهاية الموسم، وانقضاء منافساته، بدأت إدارات الأندية عملها الجاد لتجهيز فرقها بالشكل الذي يناسب تطلعاتها، ويكفل لها تحقيق أهدافها. معسكرات وتعاقدات محلية وأجنبية، تحكمها القدرة المالية تارة، ونزوة عضو شرف مقتدر تارة أخرى. وبلا شك، ستكون إدارة نادي الهلال الجديدة بقيادة الأمير نواف بن سعد الجاذبة للأضواء أكثر من غيرها. إما من عشاق يتلهفون لتغيير حقيقي وإعادة الأمور لنصابها، أو من منافسين يتهيبون عودة الزعيم لموقعه الحقيقي.
والغريب في الموضوع تلك الثقافة التي تغلغلت في نفوس جماهير الهلال في التعاطي مع ما يجري من أحداث داخل الوسط الرياضي والذي يتعلق تحديداً بالتعاقدات المحلية. فعلى الرغم من كوكبة النجوم التي يملكها الهلال على خارطة فريقه، فإن الفريق يحتاج لتدعيم بعض الخانات الأساسية بأسماء تضيف للفريق وهجاً أكبر، أو تدعم صف البدلاء لتجنب الوقوع في مشكلة غياب لاعب أساسي لأي سببٍ كان. فعندما يدور النقاش حول الأسماء المحتملة أو غير المحتملة للانتقال لصفوف الهلال، تجد آراءً غريبة حول كل اسم مثل: (اللاعب مزاجي)، (اللاعب لا يليق بالهلال)، (الهلال أكبر منه)، (الفريق لا يقف على لاعب). تلك الأعذار الجاهزة غير المنطقية توحي لك بأن سوق الانتقالات يكتظ بالنجوم الخارقين الذين لم يجدوا أندية لتضمهم، على عكس واقعٍ صريح يقول بأن النجوم المؤثرين في مختلف المراكز والذي من الممكن انتقالهم من نادٍ إلى آخر أصبحوا عملة نادرة الوجود.
تلك النبرة الغريبة التي تتلبس دور الغرور (كذباً) ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج سنين من الأعذار التي تخفي ضعفاً في القدرات التفاوضية، وحسم الصفقات المفيدة للفريق. تلك الاستفادة لا تقتصر فقط على سد عجز واضح صريح في مركز ما، فأوجه الاستفادة تتعدد وبشكل كبير، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- استفادة من لاعب جديد في تهديد لاعب لم يعد هناك ما يحفزه لتقديم أكبر جهد لديه.
- استفادة من لاعب جديد ليسد رحيل من أثبت عدم مقدرته على التطور أو تقديم ما يفيد.
- استفادة من لاعب جديد بمنعه من الرحيل لمنافس قد يزداد قوة باستقطابه.
- استفادة من لاعب جديد لتجديد الدماء، وتعزيز روح الحرص على الإنجاز وتسجيل اسمه في سجلات الذهب مع فريقه الجديد.
نعلم أن الفرق الكبيرة وعلى رأسها الهلال لن تقف على اسم معين، أو ستكتسح كل البطولات بمجرد تعاقد مع لاعب واحد فقط. لكن الاسترسال بهذه النغمة وهذه العقلية، ستجعل كل من هو في مرحلة التفاوض يعيد التفكير في الذهاب لفريق لم يتوانَ جمهوره بنقده وتبيين كل عيوبه قبل أن يكمل التعاقد.
النظرة الشمولية للخيارات المتاحة تعاقدياً، واحتساب كل فرص الاستفادة الممكنة يجب أن تكون هي وحدها المقياس في التقييم بعيداً عن غرور مصطنع كان سببه الأوحد الضعف لا غير.
بقايا...
- الصمت الذي يخيم على عمل إدارة الهلال الجديدة وقلة التسريبات من داخل المطبخ الأزرق، ترسم منهجاً واضحاً لما هو آت: الحديث سيكون فقط في المستطيل الأخضر.
- لجنة الانضباط متمثلة برئيسها أماطت اللثام عن حياد كاذب لم تستطع ترسيخه طوال فترة عملها، وأصبح اللعب على المكشوف حباً في فلان وكرهاً في فلان.
- (نواف التمياط ومنصور الأحمد و عبداللطيف الحسيني مشرفون على الفئات السنية). جملة واحدة قصيرة تبث في قلوب الهلاليين الطمأنينة على مستقبل فريقهم.
- صحيح أن الفريق لا يقف على أحد، والأصح أنه لا يستطيع الوقوف بلا أحد.
خاتمة...
إن السلاح جميع الناس تحمله
وليس كل ذوات المخلب السبع
- (المتنبي)