إبراهيم بن سعد الماجد
الحديث عن جرائم (داعش) لم يعد حديثاً جاذباً أو لافتاً؛ كون الجميع متفقاً على فظائع جرائمهم وخسة منهجهم وزيغهم وضلالهم.
علماء الأمة منذ عصر الصحابة إلى اليوم متفقون على أن من هذا منهجه ومن هذا فكره فهو من الضلال الذين حذر منهم رسولنا الكريم محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -, إذ حذر عليه الصلاة والسلام من قوم نحقر صلاتنا عند صلاتهم وصيامنا عند صيامهم, لكنهم في واقعهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. نسأل الله الثبات على دينه.
داعش بكل رموزها عطشى للدماء؛ فهم يأخذون بكل رأي يحقق لهم رغبتهم في سفك الدماء مهما كانت هذه الدماء. لعل الجميع يتذكر بداياتهم وأنهم يقاتلون الكفار!
ثم جاء الدور على المرتدين! ومن هم هؤلاء المرتدون؟ إنهم أي إنسان يخالف منهجهم, ثم جاء الدور على (الشيعة المشركين). ومن العجب أن صفوية إيران يعيشون في سلام؛ فما طالتهم أيدي (المجاهدين الأشاوس)، وتجاوزهم إلى شيعة أبعد أرضاً من معسكراتهم الإجرامية في العراق وبلاد الشام, بينما الذين يقتلون أهل السنة في العراق وسوريا في مأمن من شرورهم!!
نستعرض البيان الصوتي للمتحدث الرسمي لهذا التنظيم المدعو (أبو محمد العدناني) الذي بثه في جمادى الأولى عام 1435؛ إذ أنكر أن تكون داعش تكفر من قاتلها, وينكر أنها تكفر بالمآلات, وذكر أن من التهم التي يُرمى بها التنظيم أن الدولة (يعني تنظيم داعش) ترى كل من قاتلها قد صار محارباً للإسلام خارجاً من الملة, وأنها تكفر باللوازم والمتشابهات والاحتمالات والمآلات. ودعا إلى المباهلة من أجل نفي هذه التهم. ومما قال: وها أنا أذكر بعضها أباهله عليها فليباهلني إن كان صادقاً فيا أيها المؤمنون أمّنوا واجعلوا لعنة الله على الكاذبين.
وقال أيضاً: اللهم إني أشهدك أن ما ذكرته آنفاً كذب وافتراء على الدولة، وأنه ليس من منهجنا ولا نعتقد به، ولا نتقصد فعله بل ننكر على من يفعله. اللهم من كان منا كاذباً فاجعل عليه لعنتك، وأرنا فيه آية، واجعله عبرة. كررها ثلاثاً.
ليعود هذا المتحدث في هذا الشهر الكريم 1436 في بيان رسمي محذراً الناس من الوقوع في الكفر بقتالهم (الدولة الإسلامية) يعني بالطبع داعش فيقول «فاحذر فإنك بقتال الدولة الإسلامية تقع في الكفر من حيث تدري أو لا تدري»!!
البيان الأول ينكر بل يدعو للمباهلة ليثبت أن دولته المزعومة لا تكفر من يقاتلها, واليوم يثبت كفر من يقاتلها!!
في مقالة سابقة ومقالات لآخرين قلنا إن هؤلاء المجرمين لا يمثلون فكراً وإنما يمثلون مخططاً استخباراتياً، له أذرعته الفاعلة التي تنفذ دون معرفة بالهدف إلا الهدف الذي يرددونه وهم كاذبون، ألا وهو إقامة دولة الخلافة الراشدة التي تطبق منهج النبوة!!! أي نبوة أيها المجرمون تلصقون بها إجرامكم؟!
يقتلون ويدمرون ويشردون، وكل ذلك للأسف باسم الإسلام, والإسلام والله منهم براء.
إنني أقرأ واقع تنظيم داعش هذه الأيام قراءة لا تميل إلى العاطفة ولا إلى التمنيات، لكنها قراءة تعتمد على واقعه ومعرفتنا بقوته الحقيقية التي باتت بين قوسين أو أدنى من الانهيار، ألا وهي إيران؛ فسقوط إيران يعني انهياراً تاماً لداعش, وهذا بالطبع لا يعلمه هؤلاء الدواعش الذين يصولون ويجولون في مناطق القتال, ولكن قياداتهم المجرمة المتسترة تعرف وتعلم علم اليقين أن انهيار إيران يعني نهايتهم.
والله المستعان.