إبراهيم بن سعد الماجد
في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك عام 21 للهجرة رحل الصحابي الجليل, والفارس العظيم خالد بن الوليد سيف الله المسلول, الذي لم يُقهر لا في الجاهلية ولا في الإسلام, فقد كان مصاحباً لسيفه, وفياً لرسالته, مدافعاً عما يعتقده, فبعد أن أسلم رضي الله عنه,كانت العرب والعجم تحسب لهذا القائد ألف حساب.
في صحيح البخاري قال خالد رضي الله عنه: لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف, فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية.
وهو القائل رضي الله عنه عندما حان أجله: لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية, وها أنا أموت على فراشي, فلا نامت أعين الجبناء, ومالي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها.
وفي نفس شهر رحيل خالد بن الوليد رضي الله عنه وقريب من تاريخ يومه, يرحل فارس من فرسان هذا العصر وهذا الوطن, يرحل رجل لم يسجل في سجله وقفات استرخاء, ولا كلمات استجداء, فما كان إلا المدافع بكل بسالة وقوة عن قضايا أمته ووطنه, يرحل سعود الفيصل,مذكرنا برحيل خالد بن الوليد, فهذا في ميدانه وهذا في ميدانه, وكلاهما يموت على فراشه ومع الساعات الأخيرة من عطائه.
سعود الفيصل رحل وهو الذي وصف حاله بحالة أمته العربية, ضعف وهزال, ولكننا نقول لا والله يا فقيدنا الكبير, لم يكن ضعف جسدك وصعوبة حركتك إلا قدر من أقدار الله على هذا الجسد الذي لم يكل ولم يمل طوال أربعة عقود من العطاء المستمر, ففرق بينك وبين أمتك العربية التي مرضها نتيجة شتاتها وفرقتها وتناحرها.
رحلت أيها الكبير ونحن في عهد ملك الحزم والعزم وأمل البناء سلمان الخير والبناء, تلاميذ مدرستك سيواصلون بإذن الله مسيرتك بناء وعزة لهذه الأمة وهذا الوطن.
رحم الله الفيصل وجبر مصابنا وعوضنا خيراً.