إبراهيم بن سعد الماجد
من يظن أن إيران حققت نجاحاً دبلوماسياً من خلال الاتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي, أقول له أنت واهم, فكل ما تضمنته بنود الاتفاق تصب في صالح الغرب لا صالح إيران, حتى ولو أُفرج عن 150 ملياراً.
لكن ما هي المشكلة التي سوف يخلقها هذا الاتفاق بالنسبة لمنطقتنا؟
من وجهة نظري أن هذا الاتفاق سيحمل الكثير من المشكلات التي لا وجود لها في الأساس، ولكن إيران كردة فعل على إخفاقها وفشلها سوف تخلقها علها تُرقّع ما بدأ من سؤتها بعد هذا الاتفاق.
أعتقد أن الشعب الإيراني الفارسي سوف تتغير ظروف معيشته وحياته للأفضل, لكن الشعب الإيراني غير الفارسي ستكون ظروفه أسوأ من الآن, كون الحكومة الإيرانية شبه تفرغت لمضايقته وكبته وتدميره.
المملكة العربية السعودية في بيانها الذي صدر تعليقاً على الاتفاق كانت متنبهة إلى سوء طوية إيراني, ولذلك كان تحذيرها واضحاً وصريحاً بأن ردها سيكون قوياً وحاسماً في حالة أرادت إيران العبث بأمن المنطقة, وعاصفة الحزم أثبت أن المملكة تقول وتفعل.
لكن السؤال الذي يأتي في هذا السياق كيف ستعبث إيران بأمن المنطقة؟
الإجابة على هذا السؤال نعرفها من خلال قراءتنا لملف إيران الإرهابي في منطقنا طوال العقود الخمسة التي كانت مليئة بالمؤامرات القذرة, وذلك من خلال تجنيدها للشيعة العرب - بكل أسف - في أكثر من مكان سواء في دول الخليج، وما حصل من شيعة الكويت في قضية الحج الشهيرة أو من خلال ما يحصل في مملكة البحرين وما يحصل في لبنان, وحزب الله, وما يحصل في العراق وسوريا, كل هذه شواهد على أن إيران لا يمكن أن تزج بالفرس في مثل هذه المهالك, وإنما تستخدم الأغبياء من العرب الشيعة الذين يغرر بهم المنتفعون أصحاب العمائم.
الشيعة العرب في دول الخليج يعيشون عيشة مرفهة مثلهم مثل السنة سواء بسواء, فلا يوجد أي تمييز, ودليل ذلك وجود كبرى الشركات يملكها مواطنون شيعة، ولم يجدوا أي مضايقة أو تمييز في المشاريع, وهم على ذلك شاهدون.
إذا لم ينتبه الشيعة العرب في منطقة الخليج العربي لألاعيب إيران وخبثها فسيكونون وقوداً لهذه الفتن, وسيكتوي بنارها جميع الشيعة دون استثناء.
لذا فإن المطلوب من النخب الشيعية سواء العلماء أو المثقفين أو السياسيين أو رجال الأعمال أن يكون موقفهم الوطني واضحاً وصريحاً لا يحتمل التأويل, ولدلالة على وطنيتهم الصادقة عليهم أن يقطعوا صلتهم بأي نشاط يكون لإيران علاقة به سواء كان تجارياً أو دينياً أو اجتماعياً أو سياسياً.
نحن كسنة لا نضمر - والله شاهد على ذلك - أي عداء لأي مواطن شيعي, فمثله مثل أي مواطن آخر سواء بسواء, معيار بعدنا أو قربنا من الشخص في التعامل صدقه وأخلاقه, الأشرار من السنة والشيعة هم أعداؤنا كونهم أعداء للوطن وأمنه واستقراره.
فيا أيها الإخوة الشيعة العرب حذاري أن يزج بكم الفرس في أتون فتنة تحرقكم وتحرق أوطانكم وهم المجوس يتفرجون.
والله المستعان.