فاطمة العتيبي
توجيه الشباب نحو نمط واحد من القراءة أو احتجازهم في فكرة واحدة هو معمل لإنتاج الإرهابيين، كما يمثل اختفاء الاهتمام بالفنون والرياضة لدى الشباب خطراً داهماً، إذ إن طاقات الشباب لابد أن تجد متنفساً سوياً يمنحه الفرصة للتعبير عن آرائه وعن طموحاته، لكن للأسف نحن منذ ثلاثة عقود اجتهدنا كثيراً بقمع هذه الأنشطة في المدارس والجامعات، اختفى المسرح وتراجعت الرياضة وأصبح الحديث عن السياسة والحروب والخضوع لنظرية المؤامرة هو السائد، حتى أصبح الحديث عن سياسة روسيا في بلاد البلقان وتنافس حزب العمال والمحافظين في بريطانيا، أسهل من الحديث عن مباراة بين النصر والهلال أو النقاش في قصيدة جديدة لشاعر مبدع.
تراجع الحديث عن السلام والتنمية والثقافة لصالح المؤامرات السياسية والافتتان في السلطة.
الأمل بأن تتمكن القيادات الجديدة للتعليم والثقافة والرياضة والشباب، من إعادة الاهتمام بقضايا التنمية والإنتاج والتنوع الثقافي، والاهتمام بالفنون والرياضة وإقامة حلقات النقاش للفكر والنقد والفلسفة والاحتفاء بالمصادر الثقافية الإنسانية وتقدير الجيد في كل العصور والأزمنة، ونقد التراث وعدم التسليم إلا بالثابت والمتسق مع مقاصد الشريعة الإسلامية .
ترى ماذا كان يقرأ أسامة بن لادن، ما هي الثقافة التي صنعت شخصيته الإرهابية :
« قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الإرهابي رقم 1 الهالك أسامة بن لادن، كان يهتم بصورة خاصة بالمراجع التي تتحدث عن العمليات الإرهابية التي دبرها ضد الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر - أيلول عام 2001 .
كما عثر عناصر المخابرات الأمريكية في مكتبة بن لادن على كتاب بقلم الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية مايكل شوير تحت عنوان «الغطرسة الإمبريالية ، لماذا يخسر الغرب في الحرب ضد الإرهاب.
وتضم قائمة كتب بن لادن أيضا كتب نمط الحياة الصحية. وضمنها كتاب «مختبر الخط العربي» و»تعليمات الغذاء الصحي».
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تكتشف في منزل بن لادن كتب ترفيهية مثل الروايات البوليسية أو الغرامية وما إلى ذلك. لكن هناك كتباً تاريخية وسياسية بكثرة مثل كتاب «صعود وسقوط الدول العظمى» بقلم بول كينيدي، وكتاب «الولايات المتحدة وفيتنام» بقلم يوستاس مولينس، وكتاب «حروب أوباما» بقلم بوب فودفورت، إلى جانب كتب في موضوع نظرية المؤامرة.
وعثر أيضا على بعض الكتب في موضوع الجهاد، وكذلك ملفات تحتوي على وثائق تخص فرنسا، وأدبيات الأيديولوجيا اليسارية».
مستقبل أجيالنا يتطلب استراتيجية تقوم على إجابة لسؤال مصيري هو:
ماذا نريد لوطننا أن يكون بعد عشرين سنة من الآن؟؟