صيغة الشمري
ليس هناك خيانة توازي خيانة رجل الأمن للمجتمع الذي منحه حق حمايته والدفاع عنه، ليس أبشع من تواطؤ رجال الشرطة مع اللصوص، تنهار القيم وتتهاوى الأخلاق وينعدم الأمن ويصبح الموت عبثياً وترتفع قيمة المال وتقل قيمة حياة الإنسان، هذا ما يفعله شرطي العالم العم سام، منذ أن منح التقدم التكنولوجي واستخدام الإسلام السياسي في أفغانستان الحق للأمريكان بأن يصبحوا شرطة العالم بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي.
وهذا الشرطي يستغل قوته المفرطة لفرض قناعاته على الآخرين وإجبار الجميع على الإذعان لأوامره وقناعاته وتنفيذ تعليماته دون نقاش أو حتى محاولة الفهم، شرطي العالم يرى الجميع مجرمين وفي أحسن الأحوال يراهم مجرمين محتملين أو قابلين ليصبحوا يوماً ما مجرمين وهذا ما يفسّر تجسسه على رؤساء دول الحلفاء لأن الشرطي الخائن لا يأمن أحداً وبالذات حلفاؤه، آخرها مع فرنسا، حيث رأس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماعاً لمجلس الدفاع الفرنسي خلال الأيام الماضية لتقييم التقارير التي تحدثت عن أن الولايات المتحدة قد تجسست على هواتف رؤساء فرنسيين، وقبلها تصريح (سنودن) عميل الاستخبارات الأمريكية السابق بأن أمريكا تتجس على شبكات الهاتف المحمول في العالم، يتضح من سلوك شرطي العالم أنه نفض يده من الأخيار واختار وضع يده بيدي الأشرار والمارقين وتبرير شرورهم أو التخفيف من رغبة معاقبتهم أو تشتيت نظر الآخرين عنهم، وليس أدل على ذلك من تصريح شرطي العالم الذي مفاده: بأن هجمات داعش يوم الجمعة الماضي ليست منسقة!
هذا التصريح يندرج تحت بند المثل القائل: يكاد المريب أن يقول خذوني!
ما فائدة أمريكا من قول ذلك؟! ما الذي يهم العالم سواء كانت هجمات داعش على الثلاث القارات منسقة أم لا؟ طالما داعش اعترفت أنها خلف جميع هذه الجرائم الإرهابية، الجواب: لأنه سيكون محرجاً جداً لشرطي العالم لو قالت داعش إنها نسقت لتوقيت العمليات فهذا يدل على أن الأمن القاري في خطر وهذا وحده مسؤولية شرطي العالم، الغريب والمثير للشك كيف استطاعت أمريكا أن تكتشف أن داعش لم تنسق لهذه العمليات مع أن كل ما حدث يثبت أن بينهم منسقاً اختار يوم الجمعة لكن الأكيد والمضمون أن داعش لن تصرح بوجود تنسيق لعملياتها الثلاث لأنها بهذا التصريح ستكشف تواطؤ شرطي العالم معها!!!