محمد الشهري
ثمة فرق شاسع بين أن تتخذ موقفا أو إجراء ما وأنت تقف على أرضية صلبة، وتتكئ على إرث معتبر من النجاحات المشرفة الداعمة لهكذا توجهات، وبين أن تمارس هذا النوع من الحقوق والواجبات وأنت ترتجف، أو لمجرد الإيحاء بأنك موجود، أو بغرض ذر الرماد في العيون، أو للاستهلاك المحلي، ليس إلاّ؟!!.
ففي الحالة الأولى أنت تمتلك مقومات الإقناع على مقدرتك وأهليتك على الذهاب بعيداً في تحقيق الهدف من اتخاذ ذلك الموقف أو الإجراء، بعكس الحالة الثانية التي لا تمتلك وأنت تمارسها ما يشفع، أو يمنح المتابع الطمأنينة أو الثقة بقدرتك على تجاوز الخطوة الأولى.
الداعي للمقدمة أعلاه، وللموضوع برمته هو: البيان الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم على إثر الأحداث الأخيرة التي هي في الحقيقة امتداد لسلسلة طويلة من الأحداث المماثلة التي تضررت منها كثيراً منتخباتنا وأنديتنا في مواجهاتها للأطراف الإيرانية، وحتى أمام أطراف أخرى غير إيرانية على غرار ما حدث للهلال مثلاً أمام (سيدني) الأسترالي الموسم الماضي ذهاباً وإياباً، والتي تمخضت عن تقديم البطولة للفريق الاسترالي على طبق من (فضيحة)؟!!.
ذلك أن العمل على انتزاع الحقوق، أو العمل على رفع الضيم والظلم لا يتحققان بالكلام فقط، وإنما يتحققان بالكلام الجاد والعمل والرغبة الأكيدة والمتابعة، وفي منأى عن المجاملات وعن الخوف من فقدان المناصب، أو الخوف من غضبة الطرف المعني بالأمر.. أما مجرد التشكي المشوب بقِلّة الحيلة، والاكتفاء بسرد الوقائع والأحداث على الورق، فلن يجلب الحقوق، ولن يرفع الضيم والظلم مهما بلغت درجة البلاغة في التعبير، ولاسيما في ظل اتضاح النوايا الاستهدافية والتعمّديّة التي لا تحتاج إلى تأويلات؟!!.
يعني بصريح العبارة: إذا لم يتبع البيانات جدّية في التحرك والتفعيل، والحرص على الذهاب بالأمور إلى حيث يجب أن تصل، فإن الحال سيظل على ما هو عليه وربما أسوأ، وسنظل نردد المقولة الشهيرة: (كأنك يابو زيد ماغزيت)؟!.
ما كل مرّة تسلم الجرّة؟!
- لم يجف بعد مداد كل الكلام المُثقل بعلامات الاستفهام والتعجب حول ما يصيب حكّام آسيا من حالة (مزرية) تتلبسهم عندما يتم انتدابهم لإدارة مباريات الهلال تحديداً إلى درجة أنه أضحى على الهلال ضرورة مقارعة الخصوم والحكّام معاً على غرار ما حدث أمام سيدني الموسم الماضي، وبيروزي مؤخراً -كما أسلفت في ثنايا الفقرة السابقة من الموضوع-، ما يعني ويتطلب ضرورة إيجاد فريق خارق للعادة ليس من حقه الاستفادة من قانون احتساب الجزائيات؟!!.
- أقول: لم يجف مداد كل ما طُرح في هذا الصدد بما في ذلك بيان اتحاد عيد، حتى أتحفنا اتحاد القارة بانتداب الطاقم الأزبكي لإدارة لقاء الرد المفصلي في إطار دور الستة عشر يوم الثلاثاء الماضي بين الهلال وبيروزي، ولسان حاله يقول: (بِلّوا بيانكم واشربوا مويته)؟!!.
- صحيح أن الزعيم نجح هذه المرة في استعادة شيء من تراثه وتخصصاته المتمثلة بهزيمة المنافس والحكم معاً، حينما أطاح بالمنافس بيروزي والحكم الأزبكي الذي أدار ظهره للجزائيات الهلالية المستحقة بشهادة الخبراء، والتي يترتب على إحداها قانوناً طرد المدافع الإيراني في وقت مبكر من الشوط الأول، ولكن هذا لا يعني أنه في (كل مرّة تسلم الجرّة) والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، ثم إن جزائية وحيدة تسفر عن هدف وحيد في مباراة نهائية ما، هي كفيلة بتحقيق البطولة حتى على مستوى كأس العالم، وبالتالي فليس من شأن الغير مطالبة الفريق الكاسب بتسجيل كمية وافرة من الأهداف، أو التسجيل من غير احتساب جزائيات حتى يبدو الفريق مستحقاً للكسب على رأي من هم على شاكلة (صاحب المادة الخامسة) عبر برنامج الملعب ليلة المباراة، والذي يبدو أنه نسي أو تناسى أحداث ديربي العاصمة منذ أيام؟!.