مندل عبدالله القباع
أغلب الأندية الرياضية إن لم تكن كلها تشتكي من الديون الملقاة على عاتقها، هذه الديون لم نكن نسمع أو نقرأ عنها في الماضي، صحيح أن الأوضاع والأمور الرياضية قد تغيرت وكذلك حال اللاعبين من حيث المرتبات والاحتراف واللاعبين الأجانب، لكن كان هناك سياسة ترشيد ورقابة مالية على ما يصرف على النادي وما يتبعه من مرتبات للاعبين ومكافآت، وكان أعضاء النادي من المشرفين المقربين يشرفون ويطلعون ويعلمون كل ما يصرف من الأمور المادية تجاه النادي، أما الآن فكبرت الدائرة واتسعت الأمور فزادت المصاريف المالية، ونحن كرياضيين سابقين ونتابع ما يدور في دهاليز الأندية الرياضية جميعها نلحظ التبجح والإسراف في الصرف، الكل يصرف من أوكل لهم الصرف دون ضوابط وبنود محددة فلماذا هذه المرتبات الضخمة والعالية لبعض اللاعبين المحليين والأجانب، بحيث تصل مرتبات البعض منهم إلى مائتي ألف ريال شهرياً والدليل على ذلك (اللاعب رادوي محترف الهلال السابق) الذي كشف عن الثروة الحقيقية التي جناها منذ احترافه في نادي الهلال عام 2008م ونادي العين والأهلي الإماراتيين وفريق العربي أخيراً، حيث اعتزل هذا العام (2015م)، حيث تحدثت الصحف الرومانية عن أرباح هذا اللاعب التي جناها في (الخليج العربي) (15 مليون يورو) بجانب عدد من السيارات والهدايا من النوع الفاخر التي تلقاها خلال احترافه وقد وصل دخل (رادوي) مع الهلال السعودي (مليون يورو سنوياً) ويضم (جراج) سياراته في روما أربع سيارات لا تقل قيمة الواحدة منها عن (200) ألف يورو، خلاف الساعات التي لا تقل قيمة الواحدة منها عن (200) ألف ريال (جريدة الشرق بعنوان رادوي يغادر الخليج بلقب مليونير) العدد (17852) 27 رمضان 1436هـ، وهذا ينسحب على المدربين الذين قد يتلقون مرتبات سنوية قد تكون أكثر من هذا اللاعب وهذا المدرب يجر معه حاشيته (من مدرب حراس- مدرب لياقة- علاج طبيعي.. إلخ) وقد يوصي بطلب لاعب أجنبي من نفس جنسيته، أليس هذا الصرف والبذخ بدون تروٍّ وحساب يحمّل هذه الأندية الديون ثم لماذا إقامة المعسكرات الخارجية في الدول الأوروبية والسكن في أغلى الفنادق وأضخمها ولماذا الطائرات الخاصة التي تكلف الأندية الملايين، ولا ننسى أخيراً السمسرة التي تدخل في عقود اللاعبين المحليين، خاصة الأجانب، فإلى أين نسير مع هذه الديون علماً بأن هناك رعاة يدفعون الملايين للدعاية والإعلان، علاوة على إعانة الرئاسة العامةلرعاية الشباب السنوية للأندية.
آخر الكلام: من شعر (علي القحطاني)
(ليتني مثل الطيور السايحة في سماها
وين ما تبغي تطير)