د.هلال بن محمد العسكر
لم تكشف عاصفة الحزم قوة المملكة وحكمة قيادتها ووفاءها وصدقها مع الشعب اليمني الجار في نصرته والوقوف معه في السراء والضراء بالمال والأرواح وحسب، ولكنها أيضاً بيّنت للعالم قدرة وقوة وأخلاق وقيم الجندي السعودي وانضباطه في زمن السلم وفي زمن الحرب، حيث ضرب الجندي السعودي في ميدان المعركة
مثلاً في الأخلاق والآداب والقيم الإسلامية العظيمة التي عجز ويعجز العدو أن يتحلّى بمثلها:
- الجندي السعودي احترم المقدّسات من مساجد وغيرها مما خصَّص لعبادة الله تعالى.
- الجندي السعودي لم يتعرض أبداً للذين أعلنوا حيادهم في الحرب أو عجزهم عن القتال. وقام بحماية الشيوخ والعجائز والأطفال من أضرار الحرب ولم يجعلهم عرضة لهجومه.
- الجندي السعودي لم يقم بتلويث أو قطع الماء عن العدو، ولم يقم حتى بمنع الإغاثة عن أتباعه وأنصاره.
- الجندي السعودي لم يستهدف المنشآت الحيوية للمواطن اليمني ولم يتعرض لبنية الوطن التحتية.
- الجندي السعودي لم يقم بإحراق المزارع والبساتين.
- الجندي السعودي لم يقم بهدم البيوت الآمنة على رؤوس أهلها.
- الجندي السعودي لم يقم بسلب أو نهب أو اعتداء على المسالمين الآمنين في دورهم.
- الجندي السعودي لم يعتد على أعراض الناس، بل كان يدافع عنها ويحميها.
- الجندي السعودي قام بمنازلة العدو في ساحة الحرب بالأسلحة المألوفة والشائعة ولم يقم بممارسة أي عمل مخادع أو غادر لتحقيق النصر.
- الجندي السعودي حمل السلاح وحمل الغذاء والدواء والمعونات الإنسانية وضمد الجراح ومسح الدموع وساعد كل محتاج من الشعب اليمني دون أي تفرقة.
- الجندي السعودي بعد الانتصار على العدو في بعض المواقع، قام برعاية الآداب والمثل الإسلامية تماماً والالتزام بالتعاليم الشرعية بالنسبة لأسرى الحرب.
- الجندي السعودي في زمن السلم مسالم جداً، يبني ويشيد، وفي زمن الحرب محارب منضبط ومخلص يخاف الله حتى في أعدائه.
- الجندي السعودي يحرص كل الحرص - وهو يخوض المعارك ضد أعدائه - على التفكير في أساليب النصر وأسباب التقليل من خسائر أمته.
- الجندي السعودي شجاع ووفي لدينه وقيادته ووطنه، واجه ويواجه الأعداء بصمود وبروح مطمئنة وواثقة بالله ونصره، لا يعرف الغدر ولا الجبن ولا الخيانة.
هكذا يفعل أفراد الجيش العربي السعودي المسلم، وهكذا أخلاق جنود بلاد الحرمين الشريفين؛ سلوك يرفع الرأس وأخلاق وقيم تتعلَّم منها جيوش العالم في زمن الحرب والسلم. وهكذا يفعل الجندي المسلم عندما يكون صادقاً في جهاده، يرغب في نصر قومه وفي هزيمة عدوه، بخلاف الجندي الذي لا هم له إلا أن ينال رزقه أو إرضاء قادته في خير أو شر، فإنه لا يهتم بمثل هذه المعالي، وإن اهتم ما وفق كما يوفق الجندي المسلم الصادق. وقد يقول قائل: شهادتك مجروحة، ولكن العاقل والمنصف، يقارن بين سلوك الجندي السعودي في اليمن وبين سواه، ويحكم من خلال ما يراه ويسمعه كل يوم من تجاوزات يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان في حروب هنا وهناك، لا تنم عن دين ولا قيم ولا أخلاق.
رحم الله شهداءنا، وحمى الله جنودنا ووفّقهم ومن معهم في التحالف، وأعانهم على ردع الظالم، وإعادة الحق لأهله كاملاً غير منقوص بإذن الله، وما التوفيق إلا من عند الله.