د. عبدالعزيز الجار الله
بلا شك أن صورة الوضع في الشرق الأوسط مختلفة بعد توقيع الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، الإرهاصات الأولى هي دخول تركيا عسكرياً في النزاع السوري لمحاربة داعش، وهذا لم يكن متوقعاً من أن تحرك تركيا قواتها باتجاه سوريا قبل الاتفاق النووي، وأصبح الآن ممكناً أن تسمح أمريكا بمنطقة آمنه تركية داخل الحدود السورية، أيضاً أصبح ممكناً أن تفتح تركيا بعض قواعدها للطيران الأمريكي لقصف أهداف داعش في سوريا والعراق، وأصبح ممكناً أن توقف تركيا التحاق الأفراد والجماعات والسلاح إلى داعش عبر حدودها مع سورية والعراق، كما أنه من الممكن وقف الحديث عن دولة كردية على الأراضي العراقية تجمع شتات أكراد العراق وإيران وتركيا وسورية، إذن كل شيء في المنطقة العربية والشرق الأوسط تغيَّر بعد الاتفاق النووي (الغرب وإيران) وأصبح أقرب للوضوح ولملمت الأوراق تحت محاربة داعش عسكرياً: أمريكا، تركيا إيران، العراق، سورية. وهو السؤال الذي يبحث عن جواب إذن داعش إلى أين؟
بالنسبة لنا لدينا عدة مخاوف بعد أن تدحر داعش في سوريا وتركيا وشمال ووسط العراق أن يعاد تجميعها في:
أولاً: في شمال اليمن صنعاء ومحيطها.
ثانياً: الساحل الغربي لليمن الشمالي (البحر الأحمر).
ثالثاً: التواجد على سواحل اليمن الجنوبية على خليج عدن وبحر العرب.
رابعاً: إعادة تجميع داعش في الصحراء العراقية الجنوبية المتاخمة للحدود مع السعودية.
خامساً: أن تتوزع داعش في المواقع السابقة فتكون السعودية بين كماشة داعش في الشمال والجنوب.
هذه ليست من المستحيلات والذي راقب تحركات المنظمات الإرهابية يدرك هذه الحقائق، كيف تحركت منظمة القاعدة وانتقل بعض فصائلها من أفغانستان في الشرق الآسيوي إلى اليمن، وكيف ولدت داعش عام 2003م زمن الزرقاوي وولادتها الثانية 2011م وسرعة تأثيرها على: العراق، سورية، تركيا، اليمن، مصر، الأردن، السعودية، الخليج في زمن قصير. فالمتغيّرات على الأرض سريعة وغير متوقّعة، لذا يتطلب تحركنا بسرعة لمواجهة داعش في الداخل وتجنيد كل الإمكانات لحرب لا حياد فيها ضد داعش في الداخل وفي اليمن التي تدفع إليها داعش من معظم الدول من أجل تجميعها في شمال اليمن.