د. عبدالعزيز الجار الله
دون أدنى شك أن إيران خرجت منتصرة في اتفاقها النووي مع الغرب، كما أن إسرائيل هي الأخرى خرجت بانتصار آخر لتحصلها على صفقة أسلحة أمريكية نوعية تضمن لها التفوق الإضافي في المنطقة العربية بعد أن كانت الحروب مع العرب بتم بالسلاح التقليدي كما في حرب الجنوب اللبناني الأخير عام 2006م، أو حتى الحرب على غزة عام 2008م التي لو طال أمدها ستخسر إسرائيل إذا استمرت الحرب بأسلوب الأسلحة التقليدية، إذن ما حصل سباق تسلح إيجابي ما بين إيران على سلاح نووي مؤجل (15) عاماً، وبين إسرائيل عبر السلاح النوعي الموعود من أمريكي مما يتح لها مع سلاحها النووي التفوق المطلق في المنطقة، أما من الخاسر فدائما هي الدول العربية التي أصبحت بين قوتين نوويتين إيران وإسرائيل.
إذا كان الاتفاق النووي الذي يزعم الغرب أنه ينتهي إلى برنامج سلمي بإشراف المفتشين الدوليين والغرب والأمم المتحدة لماذا لا يسمح الغرب ببرنامج مماثل لدول الخليج والدول العربية ودول الشرق الأوسط وغيرها من دول العالم إذا كان البرنامج سلميا وتحت رقابة دولية، فدول الخليج بحاجة إلى تطوير الطاقة وتسريعها كذلك مصر والجزائر والمغرب بحاجة للطاقة من أجل خدمة الأغراض السلمية.
الصورة التي ظهرت بها إسرائيل عشية الاتفاق صورة اعتدنا عليها من تهديدات إسرائيلية وأمريكية لإيران التي لا ينتهي إلى أي شيء مجرد حرب إعلامية أما الحروب الحقيقية الإسرائيلية تتم مع العرب من عام 48م النكبة وحرب العدوان الثلاثي وما تلاها من حروب: النكسة، أكتوبر، اجتياح لبنان، جنوب لبنان، غزة، وحروب صغيرة خاطفة. وإيران قامت بحرب طاحنة ضد العراق (1979-1988م)، أما أمريكا فشنت هجوما لاحتلال للعراق عام 2003م وما زال العراق يعاني تبعات الاحتلال ثم سلم لإيران لتأكيد الاحتلال.
إيران لم تتواجه عسكريا مع إسرائيل وأمريكا طوال تاريخها السياسي والعسكري، وهذا يؤكد أن الاتفاق النووي جاء لصالح إيران باعتراف الأمم المتحدة، واتفاقا مبطنا لإسرائيل بالحصول على السلاح النوعي الذي يضمن لإسرائيل التفوق الدائم على العرب، فهل ما زلنا متعلقين بوهم منع التسلح بالشرق الأوسط، فليس أمام دول الخليج والدول العربية إلا الحصول على برنامج مماثل لإيران، أو الدخول في التسلح النووي حتى وإن خسرت العرب بعض مصالحهم من أجل الدفاع عن دولهم.